الرّب مرساة خلاصنا
1- لا يحتاج الله إلى قسم لكنّه تنازل ليُفهمنا أهمية مقاصده وعدم تغيرها.
2- يقتبل الله أن يقول أشياء لا تليق بجلاله من أجلنا، عندما يقسم ليثبّت وعده.
أمّا بالنسبة إلى إبراهيم فيظهر أن كلّ شيء يعود في النهاية إلى الله،
بالرغم من صبر إبراهيم، كون الله يقسم بنفسه. ولا يتساوى الإنسان مع الله في القسم،
إذ إن الإنسان لا يسود على نفسه ولا يستطيع أن يقسم بها.
3- إن ما حصل مع إبراهيم يرشدنا إلى ما سيحصل في المستقبل.
إن كانت المواعيد الأرضية تحقّقت بعد وقت طويل، بعد صبر،
فكم بالأحرى سوف تتحقّق المواعيد السماوية أيضاً مع صبرنا وإيماننا.
4- كما أن المرساة عندما تُلقى من المركب لا تدعه يذهب إلى هنا وهناك
حتى لو ضربته رياحٌ شديدة بل تجعله ثابتاً، هكذا يكون مع الرجاء.
فلو لم نكن حاصلين على الرجاء، لكنّا غرقنا من زمن طويل.
5- يمكن لكل واحد أن يرى في الرجاء قوة كبيرة كما هي الحال في التجارة،
في الفلاحة والحرب.
لو لم يكن الرجاء أمامه لما استطاع أن يقوم بأي عمل.
6- لم يكتف الرسول بولس بكلمة "مرساة" بل أضاف "مؤتمنة وثابتة"
لكي يُظهر ثبات أولئك الذين يستندون إليها من أجل خلاصهم.
ولذلك يضيف أيضاً تدخل إلى ما داخل الحجاب.
لكن ماذا يعني ذلك؟ قال هذا قاصداً أنها تصل إلى السماء.
7- يتكلم الرسول بولس أيضًا عن اللإيمان مضافًا إلى الرجاء،
حتى لا يبق الرجاء وحده. بعد القسم يُظهر أموراً تحققت قائلاً
إن يسوع دخل كسابق لأجلنا، والسابق يسبق أناساً آخرين كما سبق يوحنا المسيح،
فمن المنتظر أن نتبعه. لسابق والتابعون كلاهما على طريق واحدة،
الأول يسير والآخرون يحاولون إدراكه.
8- "صائراً على رتبة ملكي صادق" هذه تعزية أخرى كون رئيس كهنتنا موجود في السماء
وهو أفضل من رؤساء الكنهة اليهود، ليس فقط من حيث الطريقة
بل أيضاً من حيث المكان والهيكل والعهد والوجه،
وكل هذا نسبةً إلى طبيعته الإنسانية.
كلمات آبائية
ليوحنا ذهبي الفم