إسمعي، يا سماءُ، فأتكلّمَ،
وأَصْغي أيّتها الأرضُ لِصَوتٍ تائِبٍ إلى الله ومُسبِّحٍ إيّاه.
إصغَ إليّ بناظرِكَ الرّحيم، يا إلهي ومُخلِّصي،
واقْبَلْ اعترافي الحارَّ جِدّاً .
لقد خطِئتُ أكثرَ من جميعِ النّاس.
وحدي إليكَ خطِئت.
لكن تَرَأَّفْ على صُنعتِكَ كإلهٍ، أيّها المخلّص.
أيّها الرّبُّ المتحنِّن، لقد شملتْني مَهاوِلُ الأسواء،
لكن امدد يدَكَ إليّ كما مددتَها لبطرس.
أيّها المخَلّصُ الرّؤوف!
إنّني أُقرِّبُ لكَ أنا أيضاً دموعَ الزّانية.
فاصْفَحْ عنّي بمراحِمِك .
لقد سوَّدتُ جمالَ نفسي بِلَذَّاتِ الأهواء،
وصيَّرْتُ جميعَ عقلي تراباً بالكُلِّيَّة .
لقد مزَّقتُ الآنَ حُلَّتي الأولى الّتي نسَجَها ليَ الخالقُ بِدءًا.
ومن ثمَّ حصلتُ طريحاً عاريا.
لقد تَسَرْبلتُ طَمْرًا مُمَزَّقًا الّذي نسَجَتْهُ ليَ الحيّةُ بمَشورَتِها.
وها أنا خَجِلٌ خازٍ.
إنّني قد نظرتُ إلى جَمالِ الغرسَة، وانخَدعَ قلبي بها.
ولذلكَ صِرتُ خازياً عُريانا
لقد جَلَدَني على ظَهري رؤساءُ الأسواءِ كافةً،
وأطالوا اثمَهم عليّ .
لقد أَضعتُ بهائي المصنوعَ قديمًا من جمالِ الخُلقةِ الأولى،
وها أنا الآنَ مُلقًى مُجرَّدًا خازيا.
إنَّ الخطيئةَ خاطتْ لي وأنا أيضًا الملابسَ الجلديَّةَ لمّا عرَّتْني بِدْءًا،
منَ الحلّةِ المنسوجةِ من الله.
لقد توشّحْتُ سِربالَ الخِزيِ كورقِ التّينةِ توبيخًا
لأهوائي ذات السّلطةِ الذّاتيّة.
لقد زيَّنتُ ذاتي بثوبٍ مُبقَّعٍ
ومُخضَّبٍ بجريِ دمِ الحياةِ الأهوائِيَّةِ والمُحِبَّةِ اللّذَّةَ بقباحة .
أيّها المُخلِّص!
إنّني قد وسَّخْتُ ثوبَ جسدي، ودنّسْتُ ما بحسَبِ الصّورةِ والمثال.
لقد سقطتُ تحت وِقرِ الأهواءِ والفسادِ الهيولي.
ومِن ثَمَّ يَضغطُ عليَّ العدوّ .
أيّها المُخلِّص ! إنَّني فضَّلتُ العيشةَ الهيوليّةَ الوادَّةَ القِنية،
على عَدَمِ القِنية، فحصلتُ الآنَ مَوثوقاً بالفعلِ الثّقيل.
لقد زيَّنتُ صنمَ البَشَرةِ بسِربالِ الأفكار،
المُتَنوِّعِ الأشكال، فحصَلتُ مَشجوباً مُدانا .
لقد اعتنَيتُ بجَمالِ الزّينةِ الخارجيّةِ فقط باهتمامٍ،
مُهمِلاً الصّورةَ الدّاخليّةَ.
لقد صوّرتُ قباحةَ آلامي بالنّهَضاتِ المحبّةِ اللذّات،
فأفسدْتُ عقلي كلَّه.
لقد سَوَّدتُ حُسنَ الصّورةِ القديمةِ بالأهواء.
فاطلُبْني، يا مُخلِّص، كالدِّرهمِ وقتًا ما لتجدَني .
أهتِفُ نحوَكَ كالزّانية:
قد خَطِئتُ بمفردي.
وحدي إليكَ خطئت
فاقبلْ دموعي أنا أيضاً كطيبٍ يا مُخلِّص!
إنّني قد زَلِقتُ مِثلَ داود بإباحة، وتَلطَّختُ بحَمْأَةِ الفُجور.
فاغسِلْني أنا أيضًا بالعَبَرات، يا مُخلِّص.
أهتِفُ إليكَ كالعشَّار:
اغفرْ لي أيّها المُخلِّصُ اغفرْ لي،
لأنّه لم يَخطأْ إليكَ أحدٌ من ذُرِّيَّةِ آدمَ كما خطئتُ إليك .
أيّها المخلِّص!
إنّني لستُ أمتلِكُ دموعًا ولا توبةً ولا خُشوعا.
فامنَحني إيّاها أنت بما أنّكَ الإله.
يا ربُّ يا ربّ !
لا تُغلِقْ بابَكَ في وجهي في ذلكَ الحين،
بل افتَحْهُ لي أنا التّائبَ إليك .
أيّها المُحبُّ البشر! يا مَن يَشاءُ الكلَّ أنْ يخلُصوا!
أنتَ ادْعُني. وبما أنّكَ صالِحٌ اقبَلْني تائبا .
أيّها المُخلِّص!
أنصِتْ إلى تنهُّداتِ نفسي، واقبَلْ قطراتِ مُقلتيّ، وخلِّصني.
من القانون الكبير