ما أجمل هدية أقدمها في هذا اليوم المشهود،
يا إبنتي ليس بعظمة الجهاز ولا بالجواهر الغالية، ولا بجمال الشعر المصفف،
تكون زينة المرأة العاقلة الحكيمة.
دعي عنك هذه الأباطيل، وهذه الرغبة الحمقاء في أن تحوزي إعجاب أولئك الذين لا يعرفون قداسة الحياة. أحبي الحشمة والعفة والطهارة وأحفظي نفسك في قداسة. فهكذا يكون جمال النفس،
أول كل شيء، أحبي الله، ومن ثمار هذه المحبة الإلهية يكون تكريمك لزوجك،
لأنه هو عين حياتك، والوحيد في العالم الذي يجب أن يكون محبوباً منك. أحبيه أيضاً أكثر لأن نفسه الأمينة لا تحترق إلا من أجلك. ولكن أحرصي ألا تظهري أمامه بكبرياء، بينما يلبي هو كل رغباتك. في تكريمك لزوجك أحرصي ألا تتباهي سواء بمكانتك أو مركزك.
فلا تفتخري بكبرياء بأنك من نسل ودم عريق، بل أهربي من الغرور والزهو، وليكن لك لسان فطن حاذق، فمعرفة كيفية السير في شروط الزواج المقدس هي اعظم معرفة. فبين الزوجين يكون كل شيء مشتركاً، الأفراح والأحزان.
إخضعي لزوجك وإذ كان متضايقاً غاضباً ساعديه وكوني له مُعينة في كل أعماله، وبكلام لطيف بشوش وبنصيحة وافية عزيه في متاعبه وآلامه. فعندما يزمجر الأسد نتوقع الآلاف من الضحايا، والذي يُروضه ويُطعمه يستطيع أن يُهدئه بمهارة وحذق وليس بالقوة. لا تلومي أبداً زوجك على أي خسارة تحدث بالمنزل. فإذا كانت الأشياء ثمينة وغالية عليكِ فهي غالية عليه بالأكثر. تجنبي المشاحنات ولا تؤنبيه البتة على أي شيء ولو وقع في خطأ، فلا يلذعه لسانك بأي كلام جارح. وقدمي التقدير لأولئك الذين يحبهم.
البساطة في كل شيء محبوبة ومرغوب فيها،
فكم بالحري تكون محبوبة في الجنس اللطيف. لتكن البساطة دائماً فيكِن ولتكن هي سمة نفسك المحبوبة وليكتشف زوجك ذلك فيكِ. شاركيه في الفراح وأيضاً الحزان، في المرض وفي الصحة، لأنه بهذا يتحقق السلام الذي يكمن فيه غنى أخبريه بإشتياقاتك، لكن ليكن له في كل مرة الكلمة الولى،
وليكن دائماً هو الغالب. إذا كان حزيناً، ليظهر على وجهك مشاركته، لتكوني رفيقة له في آلامه. فهو سيتعزى عندما يرى أنك تشاركينه بحق ألمه، فتحدثي معه بوجه بشوش حتى يتعافى من حزنه. لتنشغل نفسك بالعمل اليدوي،
وليكن إهتمامك بالكتب المقدسة، كلام مخلص البشر. وليهتم زوجك في الخارج باعماله بكل عناية ودقة،
تجنبي الملاهي العامة والإجتماعات الصاخبة، التي يُسرع إليها المئات، والتي يتعكر بها المتضع العفيف من النظرات الشريرة، فقد تصيبه العيون بنظرة أو شهوة رديئة فيُعاني ويتالم منها أو يُعجب بها، لتكن زيارتك للأماكن المقدسة في صُحبة النفوس الشريفة،
وواظبي على حضور الصلوات، ليكن بيتك الغالي هو مدينتك ومكان نزهتك.
إحرصي على هذا الهدف النافع في ألا يراك أحد بإستثناء الأقارب الشرفاء، والشيوخ والعجائزن فأحاديثهم وأقوالهم أفضل من أفكار الشباب الطائشة. لا تختلطي بالسيدات ذوات النظرات الشريرة اللواتي يسود عقلهن الشك والرياء، ويتسمن بعدم الحكمة. أي إنسان ذو سيرة فاضلة إحرصي على إستقباله في بيتكما، إلا في حالة أن قدومه لا يروق في عينيَّ زوجك. فما المنفعة أو الشرف الذي ستجنيه منه قادر أن يتخطى فخاخ شرور ورذائل هذا العالم الخادع والبحر الخطر، فتجنبي المغريات. إن أجمل وأعجب ما في حياة المراة هو ان تكون حياتها مستترة عن الجميع. تجنبي الولائم والحفلات حيث لا يوجد سوى المزاح،
ليكن قلبك دائماً في سلام، فلا تغضبي ولا يتعكر صفوك وهدوءك.
لتكن أذناك مصغيتين لكل ما هو حكيم، إغلقيهما تجاه الشرور. قللي أحاديثك لأن اللسان يسبب المتاعب،
والصمت المناسب أفضل من كلمة مقولة في غير وقتها. سيري بإتضاع وليكن الاخرون في إشتياق لسماع حديثك. فالمراة المتكبرة والطائشة لا تحيا بحكمة. إصغي لعظاتي بقلب كله إجتهاد، عندما أعظ في كنيسة مدينتكم.
بإتباعك يا إبنتي لنصائحي تربحين زوجك الأمين لله ولكِ.
أن يهبكما ثمراً مقدساً بالعديد من البنين الحكماء القديسين، يرنمون بأصوات شجية للملكوت العذب ولملك السموات، الذي خلقنا من العدم، وإليه تشتاق كل نفس في كل جهات الأرض.
|