القصة
ذكروا أن أحد الأساقفة أنه كان رجلا خائفا الله .
وكان العدو يحسده ويريد أن يلقيه في بعض مصائده فأتفق أنه جربه .
ففي يوم من الايام كان جالسا في قلايته وتلميذه غائب عنه
فدخلت عليه صبية حسنة جميلة الصورة جدا ،
وألقت بذاتها بين يديه وصارت تعترف وتبكي وكشفت وجهها وبدأت تحدثه
وللوقت ألقى العدو شبكته واوقعه معها فلما اخطأ رجع إلى نفسه
وارتفعت غمامة الشر من على وجهه .
ثم أن تلميذه لما دخل عليه وجده منقلبا في أصناف الويل والعويل على نفسه ،
فتعجب التلميذ غاية العجب ولم يعلم سره
وبقي الاب واقفا على قدميه صائما باكيا أسبوعا كاملا ،
ولم يشرب الماء البتة وفي سابع يوم وقع على الأرض ،
والتلميذ يبكي معه ولا أحد يعرف سره
ولما أكمل هذا خلع ثياب الاسقفية وكان يوم عيد من الاعياد ،
وترك عكازه وجاء إلى قدام المذبح ورماها
والتفت الى الشعب وقال :
الرب من اليوم معكم يا أخوة صلوا علي فإنني من الآن لا أصلح أن اكون عليكم مقدما ،
لما راى الشعب هذه الاعجوبة ،
بكى الناس من رجل الى أمراة الى الرجال الى الصغار الى الاطفال
وصار الصراخ والعجيج والنحيب ، كان القيامة قد قامت وهم خارجا ،
فهم امسكوه وقالوا له :
يا ابانا من جهة الله لا تجعلنا أيتاما منك أعلمنا خبرك ،
فقال لهم :
يا اولادي أنا الحزين الخاطئ ، انا الضعيف الشقي ، انا المرذول .
لي اليوم أربعون سنة أتعب وأحزن ، وضيعت الجميع في ساعة واحدة
لانني قد نجست جسدي المنتن الحقير
- هذا والبكاء والصراخ يعمل عمله - فصرخوا بأجمعهم وقالوا :
يا ابانا نحن نعمل هذه الخطية علينا وعلى اولادنا فلم يقتنع بشيء
من هذه فأمسكوه ومنعوه من الخروج البتة فلم علم انه مغلوب منهم ، قال لهم :
أي شيء ترويدوني أن أعمل ؟
قالوا :
أبدأ لنا القداس.
قال :
ماأفعل فصرخ الجميع وقالوا :
من أجل الله أفعل طاعة ولاتخالف .
قال :
مبارك ولكن على شرط تعملوا المحبة والطاعة
ولاتخالفوني بشيء فيما يصلح شأني . قالوا نعم
فبدأ القداس ، وبعد اتمامه قال :
ما أنا اسقفكم إن خالفتموني بشيء ومن يخالفني فهو ممنوع من الله
ثم خرج الى باب الكنيسة ودعا جميع من في الكنيسة من كبير الى صغير
الى امراة وعبد وجارية
وقال:
من أجل الله كل من يريد أن يخرج يطأ بقدمه على وجهي ثلاث دفعات ويقول :
يامسيح العالم اغفر له ومن يعمل هذا فهو يعلم اي أجر يناله من المسيح
واذ عملوا كما امرهم وهو ملقى على وجهه ،
والناس يطأون عليه ولما كان آخر شخص يعمل كما عمل الشعب ،
اذ بصوت عظيم قد جاء حتى ارتعب الجميع وهو يقول :
ليس من أجل الوطء عليك قد غفرت لك
لكن من أجل تواضعك واعترافك بخطاياك
فلما استقر الصوت في آذان الشعب .
مجدوا الله وانصرفوا