التسبيح الشيروبيمي هو تسبيح الملائكة
نص التسبيح
أيها الممثلون بالشاروبيم تمثيلا سريا والمرنمون التسبيح المثلث تقديسه
للثالوث المحيي .
لنطرح عنا كل الاهتمامات الدنيوية لكوننا مزمعين أن نستقبل ملك الكل .
مزفوفا من المراتب الملائكية على حال غير منظور . هليلويا
في كل قداس يصدح المرتلون بهذا التسبيح القصير والرائع وكالمعتاد
لا يلتفت الشعب لمعاني هذا الكلام وكل قداس يمر
ويمر يتم ترتيل هذا النشيد
بطريقة روتينية دون أن نعي معانيه العميقة .
يتهيأ الكاهن في تلك اللحظات التي يرتل فيها هذا النشيد لحمل التقدمة المقدسة
من خمر وماء
يطوف بها في الكنيسة وكأنه المسيح السائر في درب الآلام
ليقدم لنا ذاته عطية مجانية نتحد به ويتحد بنا .
في صلاة سرية رائعة يعلن الكاهن أمام الله أنه كبشر غير مستحق
لهذه الخدمة السماوية ويتشبه بالملائكة خدام عرش الله
لكن الله المحب البشر ألبسه نعمة إلهية لتكميل هذا السر.
يترنم المرتلون بكلمات التسبيح وهي بالمناسبة كلمات يخاطبون فيها الشعب ويقولون
أنتم أيها الواقفون في الكنيسة :
هذه الخدمة ليست أرضية
بل خدمة ملائكية يتممها الملائكة ولكن الله شاء أن تتمثلوا بالملائكة
وأنتم على الأرض مرنمين للثالوث المحيي .
يخبرنا الإنجيل أن التسبيح والتمجيد هو للملائكة النورانيين يحيطون بعرش الله
ويصدحون بالنشيد المثلث التقديس قدوس قدوس قدوس
رب الصباؤوت السماء والأرض مملوءتان من مجدك .
أشعيا 6
أنتم أيها الواقفون تنتظرون الكاهن خارجا يحمل القرابين مقلدا المسيح سائرا في طريق الآلام .
تهيئوا أيها الواقفون لاستقبال القدسات أنتم كالملائكة المرتلين فتهيئوا .
لكن:
كيف يكون التهيؤ ؟
هذا النشيد القصير يجيب الجميع
يقول : لنطرح عنا كل الاهتمامات الدنيوية لنستقبل ملك المجد .
ملك المجد سيدأ السير في طريق الآلام الملوكي لكي يتربع على أعظم عرش جلس عليه
وهذا العرش هو الصليب وحتى تستقبلوه حسنا ؟
اطرحوا عنكم كل الاهتمامات العالمية ماذا نأكل
أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس .
لنطرح في هذه اللحظة المقدسة كل تفكير مادي وبأي شيء في العالم رافعين أيدينا
ونلهج في قلوبنا بطلباتنا لكي يرفعها الكاهن مع الذبيحة الإلهية
نحو عرش الله .
يا ترى من يسمع ويطبق هذا الكلام ؟
هل نسمع ونطيع ؟
إنها الطريقة الوحيدة التي بها نكون مستحقين لاستقبال ملك المجد
أن نطرح من قلوبنا كل اهتمام أو تفكير عالمي لكي نستقبله كما يليق .
يخرج الكاهن حاملا صينية الخبز المقدس والكأس المقدسة وبها الخمر الممزوج بالماء
ويجري الطواف بهما بين الشعب الواقف
والكاهن يترنم بطلبات لعدة أمور ويستقبله الشعب بكل هيبة ووقار .
إنها ذبيحة الخبز والخمر المعدة للتحول إلى جسد ودم الرب يسوع المسيح لذا يليق استقبالها بخوف وورع .
يدخل الكاهن ويغطي القرابين بالستر الكبير وهذه حركة تمثل وضع الجسد الإلهي
في القبر وختم الحجر ويؤكد المرتلون في تتمة النشيد أن هذه الذبيحة محفوفة
بالمراتب الملائكية تحيط بالذبيحة بحال غير منظور .
ما أروعها من لحظات كم هي رهيبة ومستحقة لكل هذا الاستعداد .
كم هو تواضع رهيب من المخلص أن يسير بين المؤمنين يسندهم ويقويهم ويتحد بهم
كم هو جدير بنا نحن الكهنة وأنتم المؤمنون أن نستقبل هذا الآتي بتقديم قلوبنا أمامه
ليحرقها بنار روحه القدوس مطهرا إياها من كل شرورها
وهكذا نكون بالكلية مسكنا له
ليحل سلامه في القلوب وتحل البركة على الكاهن والمؤمنين معا .
في كل قداس على المؤمنين الانتباه لهذه اللحظات المقدسة
وان نعيشها كما يجب وان نخرج بعدها من الكنيسة
متأملين في ما رأينا وعاينا ونحمل بركة القداس
إلى بيوتنا مكملين يوم الرب بكل قداسة ووقار .
والرب مع جميعكم
آمين