مقاله القس أنجيلوس جرجس من جريده عاجل أقباط مصر ومصر الأقباط

احتفلت الكنيسة القبطية الأسبوع الماضي بمرور سنة علي تنصيب البابا تواضروس بابا للكنيسة القبطية وقد الغي قداسته مظاهر الاحتفال حدادا علي سقوط شهداء من شعب الكنيسة. وقد كان عاما يحمل الكثير من الأحداث المريرة فقد انتخب البابا في عصر الاخوان ولم يحضر من كان يسمي بالرئيس احتفال التنصيب رغم هرولته في السابق لتهنئه الأقباط في أعيادهم حين كانوا يخطبون ود الأقباط والشعب قبل السلطة. وتوالت الأحداث من هدم كنائس وقتل الأقباط وحرقهم علنا. وتصمت الحكومة ثم التعدي علي الكاتدرائية وتصوير لها القنابل والنيران ولم تتحرك الرئاسة. وحدثت ثورة يونيو وشارك البابا في خارطة الطريق ،وصار البابا هدفا لشتائم الاخوان والمتطرفين ،وحرقت سبعون كنيسة وقتل وشرد الأقباط وأعلن البابا ان هذا ثمنا لحرية مصر.

وحتي تعرف عزيزي القارئ مكانة بابا الأقباط لابد ان تعرف مكانة الأقباط في التاريخ. فقديما في القرن الثالث قال إمبراطور روما مكسيميانوس في صراع الوثنية مع المسيحية." ان استطعت محو المسيحية من مصر أستطيع ان امحوها من العالم. ومات هذا كما مات الذي قبله والذي بعده في صراعهم مع أقباط مصر وظل أقباط مصر هم قلب المسيحية والصخرة التي تحمي الإيمان المسيحي في العلم كله،فهي البلد الوحيدة التي زارها السيد المسيح خارج وطنه. وهي التي صاغت قانون الإيمان الذي يحفظه كل مسيحي في العالم. والأقباط هم اصحاب اول مدرسة لاهوتية في العالم أسسها القديس مرقص الذي أسس المسيحية في مصر عام٥٧م. ومدرسة الاسكندرية اللاهوتية كانت تواجه فلسفات الوثنيين بالفكر وكانت تعلم أيضاً الطب والفزياء والفلك والموسيقي والفلسفة والهندسة والجغرافيا واللغات ،بجانب اللاهوت والكتاب المقدس. ومنها خرج اول تفسير للكتاب المقدس في العالم في القرن الثاني. ومنها خرج علماء في شتي المجالات،منهم ( هيروفيلاس) احد مؤسسي علم التشريح، و(ايرستسراتوس) احد مؤسسي علم وظائف الأعضاء في العالم في القرن الثاني. وكثيرين أيضاً في الهنسد والعقاقير كانوا من الأقباط.

ومن مصر أيضاً انتشرت فكرة الرهبنة للعالم كله بعد ان أسسها القديس أنطونيوس في صحراء مصر واتي اليه كل العلم لي تتلمذ علي الرهبنة المصرية ،فكل راهب في العالم يدين للكنيسة القبطية برهيانيته.

واشتهر الأقباط أيضاً بميراثههم لفنون الفراعنة ومهاراتهم الحرفية. فالحرف يتوارثها الأجيال ،لذلك حينما أراد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك(٧٠٥-٧١٥م) ان يجدد المسجد النبوي بالمدينة أخذ من الأقباط فنانين وصناع مهرة بجانب الروم لقوموا بذلك ( كتاب فتوح البلدان للبلاذري).

والذي صمم جامع ابن طولون الشهير والتحفة المعمارية ،هو المهندس القبطي سعيد بن كاتب الفرغاني عام (٨٧٨م). الذي استطاع ان يبني الجامع بلا أعمدة وهو المهندس الذي صمم مقياس النيل بالروضة. وووصل المياه الي مدينة القطائع وان كان قد قتله ابن طولون بعد ذلك.

والأقباط في تاريخهم كله لم يطلبوا حكما ولا رئاسة. وهذا ليس ضعفا ولا أستسلاما ولا عدم وجود إمكانية. لا الأقباط في القرن الرابع والخامس كانت علاقتهم بالإمبراطورية الرومانية في أقوي حالاتها وكان يمكن ان يطلبوا الحكم او علي الأقل يطلبوا بتعين قبطي لحكم البلاد، رغم مكان اتهم بل وكان الإمبراطور يطلب ود ورضا الكنيسة القبطية. فمثلا في حكم الامبراطور ثيؤدوسيوس الكبير (٣٧٥م) مرضت زوجته ولم يعرف أطباء العالم سبب مرضها واقترح عليه احد المقربين ان تذهب الي رهبان مصر كي يصلي لها القديسين هناك فأرسل زوجته مع اخوه ومعه جنود ووزراء وفعلا تم شفائها علي يد قديسين مصر ولما رأي ذلك شقيق الإمبراطور احتقر ممالك العالم وطلب ان يعيش راهبا في مصر وصار بعد ذلك من اكبر قديسين البرية وهو القديس كاراس. ولم يطلب الأقباط حكما حينها ولا ملكا لانه ليس في منهجنا ملك ارضي. وأيام الإمبراطور فالنتينيانوس (٣٦٤م) جاء الي مصر ابنيه مكسيموس ودوماديوس ليترهيا علي يد قديسين الكنيسة القبطية وجاءت الي مصر ،ولم تطلب مصر من الإمبراطور حكما. وأيام الإمبراطور الروماني زينون (٤٧٤-٤٩١م). جاءت الي مصر متخفية ابنته وعاشت كراهبة وهي القديسة إيلارية التي لما علم والدها طلب منها ان تعيش في قصره كما تريد ولكنها رفضت ان تترك مصر وعاشت وأنهت حياتها في مصر وكان الإمبراطور يرسل طعاما كل سنه الي رهبان مصر لأجلها وكل هؤلاء بنوا كنائس وأديرة كثيرة لمصر تقديرا وحبا لمصر واقباطها، كل هذا كان يمكن للأقباط والكنيسة ان تستغل هذه الظروف لتأخذ مكاسب سياسية اوأرضية. ولكن لم يكن هذا ما يطلبوه ولن يكون. فالقبطي علي مر الزمن والتاريخ يحتضن الوطن في داخله ولا يصارع علي حكم او ملك ارضي،بالوطن في داخله وصورته وقسمات وجههة هي تاريخ وملامح مصر. أقول هذا في الوقت الذي يظن البعض ان مطالب الأقباط بحقه في المواطنة هو نوع من الصراع السياسي. ويفسر البعض علي مطالب الأقباط في الدستور هي منحة يمن بها السياسيين علي الأقباط. أقول لهم الم يحن الوقت الان ان يعيش القبطي علي أرضه وبتاريخه الطويل مواطنافي وطنه دون ان يسلبه حاكم او جماعة حقوقه في المواطنة؟.

كلمات للزمن:

-------------

يا وطني

كم حلمنا بعد الثورة بالعيد

كم حلمنا بالوطن الجديد

وطن كانت دعونا فيه نهرا

اشتقنا في لياليه ان ..ان نري فجرا

كم حلمنا وسط غيوم الليل ان نري نجوما واقمارا

ان تخرج أراضينا وسط الشوك إثمارها

آه من وطن يقتل أحلام أطفاله الصغار

ويهجر اصحاب الارض خارج الأوطان ليعيشوا أحراراً

يا وطني أصرخ في وجه الليل لتكن لنا نهارا

كن نورا كن فجرا كن ثورة حق ولنكن نحن لك ثوارا

مقاله القس أنجيلوس جرجس من جريده عاجل أقباط مصر ومصر الأقباط 1472879_598892633479576_413163041_n

موضوع اكثر من رائع و جميل للاسف ناس كتير متعرف فعلاً ايه هى الحضاره القبطيه مع ان الحضاره القبطيه امتداد الحضاره الفرعونيه لكن على مر السنين عوامل كتيره خلت الناس تنسى فعلا ما هة الحضاره القبطيه لكن الكنيسه القبطيه لا يمكن هزيمتها ابداً دى كنيسه مبنيه على الصخر الرومان عملوا المستحيل علشان يمحوها لكن ربنا بنى كنيسته على الصخر لا يمكن تنهز.

ربنا يبارك تعب محبتك يا اختى مهرائيل موضوع قمه فى الاهميه و يبارك ابونا أنجيلوس لكتابته المقال ده.

آمين