متى سأموت يا أبي !!!
نشأ الصبيان بيار وطوني، في عائلة متواضعة،يعمها السلام. ولفرحة والديهما لم يكن بيار وطوني أخوان فقط، بل كانا أفضل صديقين لبعضهماالبعض. لكن للأسف ، لم يدم السلام والراحة طويلا في تلك العائلة، إذ بدت علامات الضعفوالمرض تبدو على جسد طوني الصغير.
بعد إستشارات طبية عديدة، تبين أن الصبيالصغير طوني، مصاب بمرض عضال، والذي سيؤدي الى موته، إن لم يخضع لعلاج قوي، يعقبه عمليةنقل دم.
سلم والدا طوني، الأمر الى الرب بالصلاة،بينما إنهمك الأطباء، بالتحضير للعلاج، والبحث عن شخص مناسب، ليتبرع بدمه لهذا الصبيالصغير.
بعد أسابيع قليلة، تبين للأطباء، أن الشخصالوحيد الذي تتناسب خصائص دمه مع طوني، هو أخيه بيار. كان الوقت يمضي بسرعة، وطونييضعف يوما فيوما، ولا بد من إجراء العلاج، ونقل الدم.
أخذ ذلك الأب، إبنه بيار على حضنه، ونظراليه والدموع تملئ عينيه، ثم سأله قائلا: يا بيار، هل تريد أن يشفى أخوك؟ "أجابذلك الولد: نعم يا بابا، أنا أريد، ودموع المحبة تترقرق في عينيه... تابع الأب حديثهقائلا: ولو طلب امر شفاء أخيك، إعطاءه دمك، فهل تقبل؟
غص الولد وسأل أبوه: أليس هناك من طريقةأخرى يا أبي؟
أجاب الأب، كلا يا ابني... فدمك هو الوحيدالذي يستطيع أن يشفي أخيكّ.
أجاب بيار، إذا أنا أقبل يا بابا، أنا مستعد...
أدخل الولدان الى المستشفى، وابتداء الأطباءبإجراء العلاج، ثم تلاه نقل الدم. كان الأخوان نائمان على سريرين متجاورين، بينما الواحديعطي دمه للآخر. كان بيار ينظر إلى أخيه وكأنها للمرة الأخيرة.
بعد هنيهة، أغلق بيار عينيه، ثم سأل الطبيب:"هل شارفنا على الإنتهاء"؟ أجابه الطبيب "تقريبا" . تابع بياركلامه قائلا "متى سأموت؟ وهل سيكون ذلك مؤلما جدا؟" ذهل الطبيب وأجاب"لماذا تقول أنك ستموت يا بيار؟!
أليس هذا هو هدف العملية؟ أن أعطي دمي لكييحيا أخي؟
يا لمحبة هذا الصبي الصغير ! كان بيار مستعداأن يدفع حياته من أجل أن يحيا أخيه. إنها أسمى أنواع المحبة، حياة لإجل حياة.
أخي وأختي، في يوم خميس، قبل ألفي عام،بعد وليمة العشاء، قال الرب يسوع لإحبائه: "ليس لإحد حب أعظم من هذا، أن يضع أحدنفسه لإجل أحبائه" تلك كانت ليلة يسوع الأخيرة، قبل موت الصليب. في تلك الليلة،أسلم يسوع نفسه للموت. البار من أجل الأثمة.
قد تظن أن موت المسيح كان نتيجة مؤامرةبشعة.. ليس كذلك. قد تظن أن هدف مجيء المسيح الى العالم هو العظة على الجبل، وأقوالالحكمة، والدعوة إلى المحبة والتسامح. ليس كذلك. قد تظن أن الرب يسوع أجبر أن يموت.ليس كذلك.
يقول الكتاب المقدس: اذ الجميع اخطأوا واعوزهممجد الله. إننا نقف جميعا أمام الله، خطاة. إذ أخطأنا إليه بالفكر، والقول والفعل.
نقف أمامه، عاجزين أن نبرر أنفسنا. إذ كيفيتبرر الإنسان الخاطئ أمام الله القدوس، أو ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه. لأن أجرةالخطية موت.
لقد مات المسيح عني وعنك، محبة بي وبك...إنها حياة لأجل حياة. فالرب يسوع، مات على الصليب، دافعا ثمن خطاياي وخطاياك، ليكونلنا، إذا آمنا بموته، مغفرة الخطايا، والحياة الأبدية.
لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنهالوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية
إنها أعظم وأحلى صور المحبة، أن يبذل الربيسوع البار، حياته على الصليب، لأجل حياتك أنت. البار لأجل الأثمة. القدوس لأجل الخطاة.وهو يدعوك اليوم، أن تؤمن به، لتنال غفران لخطاياك، والحياة الأبدية.