كنيسة الراعى الصالح
اهلاً و سهلاً بكم في كنيستكم الصغيرة
نوّرتوا و شرّفتوا
منتدى
انا هو الراعي الصالح
نتمنى ان تكونوا سعداء بوجودكم بيننا
و تكون خدمتكم مثمرة بنشر كلمة الرب يسوع
كنيسة الراعى الصالح
اهلاً و سهلاً بكم في كنيستكم الصغيرة
نوّرتوا و شرّفتوا
منتدى
انا هو الراعي الصالح
نتمنى ان تكونوا سعداء بوجودكم بيننا
و تكون خدمتكم مثمرة بنشر كلمة الرب يسوع
كنيسة الراعى الصالح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنيسة الراعى الصالح

كنيسة الراعى الصالح منتدى مسيحى- عائلى - اجتماعى - ثقافى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
كل سنة و انتم طيبين بمناسبة صوم الميلاد المجيد
تفسير الاصحاح الاول من انجيل معلمنا متى الرسول Support
اسرة كنيسه الراعى الصالح ترحب بالاعضاء الجدد و تطلب من رب المجد ان يكونوا سبب بركه لمجد اسمه القدوس.
ندعوكم لنوال بركة اجتماع الصلاه على دردشة الكنيسه يومياً الساعة 8 مساءاً بتوقيت القاهره

 

 تفسير الاصحاح الاول من انجيل معلمنا متى الرسول

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابن الراعى الصالح
عضو جديد
عضو  جديد
ابن الراعى الصالح


عدد المساهمات : 587
بركة من المسيح : 872
تاريخ التسجيل : 04/11/2013
العمر : 37

تفسير الاصحاح الاول من انجيل معلمنا متى الرسول Empty
مُساهمةموضوع: تفسير الاصحاح الاول من انجيل معلمنا متى الرسول   تفسير الاصحاح الاول من انجيل معلمنا متى الرسول Icon_minitime1الإثنين 25 نوفمبر 2013, 5:35 pm


من
إنجيل متى
 الفصل / الأصحاح الأول 

 
 
1 كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم
 
2 إبراهيم ولد إسحاق. وإسحاق ولد يعقوب. ويعقوب ولد يهوذا وإخوته
 
3 ويهوذا ولد فارص وزارح من ثامار. وفارص ولد حصرون. وحصرون ولد أرام
 
4 وأرام ولد عميناداب . وعميناداب ولد نحشون. ونحشون ولد سلمون
 
5 وسلمون ولد بوعز من راحاب. وبوعز ولد عوبيد من راعوث. وعوبيد ولد يسى
 
6 ويسى ولد داود الملك . وداود الملك ولد سليمان من التي لأوريا
 
7 وسليمان ولد رحبعام . ورحبعام ولد أبيا. وأبيا ولد آسا
 
8 وآسا ولد يهوشافاط. ويهوشافاط ولد يورام. ويورام ولد عزيا
 
9 وعزيا ولد يوثام. ويوثام ولد أحاز. وأحاز ولد حزقيا
 
10 وحزقيا ولد منسى. ومنسى ولد آمون. وآمون ولد يوشيا
 
11 ويوشيا ولد يكنيا وإخوته عند سبي بابل
 
12 وبعد سبي بابل يكنيا ولد شألتئيل. وشألتئيل ولد زربابل
 
13 وزربابل ولد أبيهود . وأبيهود ولد ألياقيم. وألياقيم ولد عازور
 
14 وعازور ولد صادوق. وصادوق ولد أخيم. وأخيم ولد أليود
 
15 وأليود ولد أليعازر . وأليعازر ولد متان. ومتان ولد يعقوب
 
16 ويعقوب ولد يوسف رجل مريم التي ولد منها يسوع الذي يدعى المسيح
 
17 فجميع الأجيال من إبراهيم إلى داود أربعة عشر جيلا، ومن داود إلى سبي بابل أربعة عشر جيلا، ومن سبي بابل إلى المسيح أربعة عشر جيلا
 
18 أما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا: لما كانت مريم أمه مخطوبة ليوسف، قبل أن يجتمعا، وجدت حبلى من الروح القدس
 
19 فيوسف رجلها إذ كان بارا، ولم يشأ أن يشهرها، أراد تخليتها سرا
 
20 ولكن فيما هو متفكر في هذه الأمور، إذا ملاك الرب قد ظهر له في حلم قائلا: يا يوسف ابن داود، لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك. لأن الذي حبل به فيها هو من الروح القدس
 
21 فستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع. لأنه يخلص شعبه من خطاياهم
 
22 وهذا كله كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل
 
23 هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا، ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره: الله معنا
 
24 فلما استيقظ يوسف من النوم فعل كما أمره ملاك الرب، وأخذ امرأته
 

25 ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر. ودعا اسمه يسوع


و المجد لله دائماً أبدياً آمين.

اخواتى فى المسيح يسوع انا الضعيف المتدنس جايب ليكم تفسير الاصحاح اول تفسير لأبونا القمص تادرس يعقوب ملطي و الثانى لأبونا القس أنطونيوس فكري.









الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://good-shepherd.yoo7.com
ابن الراعى الصالح
عضو جديد
عضو  جديد
ابن الراعى الصالح


عدد المساهمات : 587
بركة من المسيح : 872
تاريخ التسجيل : 04/11/2013
العمر : 37

تفسير الاصحاح الاول من انجيل معلمنا متى الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير الاصحاح الاول من انجيل معلمنا متى الرسول   تفسير الاصحاح الاول من انجيل معلمنا متى الرسول Icon_minitime1الإثنين 25 نوفمبر 2013, 5:41 pm


اولاً:تفسير الاصحاح الاول من انجيل معلمنا متى الرسول بركاته على جميعنا آمين لابونا القمص تادرس يعقوب ملط



إذ يكتب القدّيس متّى الإنجيلي لليهود عن شخص ربّنا يسوع المسيح بكونه المسيّا الملك الذي طالما ترقبه الآباء والأنبياء ليقدّم لنا الخلاص الحقيقي، أعلن عن نسبه وميلاده:
 
1. نسب المسيح
 
ربّما يتساءل البعض: لماذا يهتمّ الكتاب المقدّس بنسب السيّد المسيح، فيذكره الإنجيلي متّى في الافتتاحيّة، والإنجيلي لوقا بعد عماد السيّد (لو 3)؟
 
 
 
أولًا: نحن نعلم أن الغنوسيّة وإن كان قد ظهر كبار رجالها في القرن الثاني الميلادي لكن جذورها بدأت في وقت مبكر جدًا، فقد أنكرت حقيقة التأنُس، مدّعية أن السيّد المسيح قد ظهر كخيالٍ أو وهم، إذ يكرهون الجسد ويعادونه كعنصر ظلمة. ذكر الأنساب هو تأكيد لحقيقة التجسّد الإلهي، فيؤكّد الوحي الإلهي أن ذاك الذي هو فوق الأنساب قد صار حسب الجسد له نسب. يقول القدّيس ساويرس الأنطاكي: [لكي نعرف الذي لا يُحصى في الأنساب، إذ مكتوب عنه: من يعرف جيله؟‍‍‍! (إش 53: 8)، وبالأكثر هذا الذي كان قبل الدهور مساويًا في الأزليّة للآب ذاته، هو نفسه الذي حُسب في الأنساب حسب الجسد، لأنه إذ هو إله في الحقيقة، صار هو ذاته في آخر الأزمة إنسانًا بدون تغيير، وقد أظهره متّى مشتركًا في طبيعتنا حتى لا يقول أحد أنه ظهر كخيالٍ أو وهمِ[47].]
 
 
 
ثانيًا: أراد القدّيس متّى تأكيد أن يسوع هو المسيّا الملك المنتظر، لهذا يفتح سلسلة الأنساب بقوله: "كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم" [1]. يقول القديس جيروم: [لقد ترك متّى كل الأسماء ليذكر داود وإبراهيم، لأن الله وعدهما وحدهما (بصراحة) بالمسيح، إذ قال لإبراهيم: "ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض" (تك22: 18)، ولداود "من ثمرة بطنك أجعل على كرسيك" (مز 132: 11)[48].] لقد ركّز على داود الملك وإبراهيم أب الآباء ليُعلن أنه الملك الموعود به، ابن داود. إنه الملك المختفي وراء طبيعتنا البشريّة والمتخلّي عن كمال مجده وبهائه، حتى يعطي للشيطان فرصة الدخول معه في معركة كسائر البشر، فيغلب السيّد لحسابنا. هذا من جانب، ومن الجانب الآخر فإن اختفاءه يهبنا الفرصة لقبولنا إيّاه فلا نهاب بهاءه ونهرب من جلال عظمته، بل نقبل اللقاء معه والاتّحاد به والثبوت فيه. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [لا يظهر الملك على الدوام بالمظهر الخاص به، إنّما يُلقي الأرجوان جانبًا ومعه التاج متنكرًا في زيّ جندي عادي حتى لا يركّز العدوّ هجماته عليه، أمّا هنا فحدث العكس، فقد فعل (الرب) ذلك حتى لا يعرفه العدوّ ويهرب من الدخول معه في معركة، ولكي لا يرتبك شعبه (أمام بهائه)، إذ جاء ليخلّص لا ليرعب[49].]
 
جاء الملك الحقيقي متأنّسًا كابن لداود الملك مع أن الأخير في حقيقته عبد، لقد رضي أن يكون العبد أبًا له، حتى نقبل نحن العبيد الإله أبًا لنا، وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [سمح لنفسه أن يُدعى ابن داود ليجعلك ابن الله! سمح لعبد أن يصير له أبًا، حتى يكون لك أيها العبد الرب أبًا لك...! وُلد حسب الجسد لتُولد أنت حسب الروح! وُلد من امرأة لكي تكف عن أن تكون ابنًا لامرأة[50].]
 
 
 
ثالثًا: أراد بهذا النسب تأكيد أنه من نسل إبراهيم، أب جميع المؤمنين، الذي نال المواعيد إنه بنسله تتبارك جميع أمم الأرض. كأنه قد جاء كسّر بركة لجميع الأمم، مقدّمًا أبوة فائقة لا تقف عند علاقة الجسد والدم كما حصرها اليهود في علاقتهم بإبراهيم، إنّما قدّم الأبوة السماويّة لكل مؤمن من كل أمة!
 
2. شجرة الأنساب
 
قدّم لنا معلّمنا متّى نسب الملك قبل عرضه أحداث الميلاد، بينما قدّمه معلّمنا لوقا بعد عرضه للعماد المقدّس (لو 3)، وقد اهتم كثير من الآباء بشرح هذا النسب في شيء من الإطالة، لكنّني أجد نفسي ملتزمًا بعرض مبسّط له، ألخصه في النقاط التالية:
 
أولًا: جاء النسب هنا في ترتيب تنازلي يبدأ بإبراهيم وينتهي بيوسف رجل مريم الذي وُلد منها يسوع الذي يُدعى المسيح، أمّا في إنجيل معلّمنا لوقا فجاء النسب في ترتيب تصاعدي من يسوع الذي على ما كان يظن ابن يوسف (لو 3: 23) إلى آدم ابن الله. يتحدّث الأول قبل أحداث الميلاد ليُعلن أن كلمة الله المتجسّد هذا وإن كان بلا خطيّة وحدث لكنّه جاء من نسل خاطئ ليحمل عنّا الخطايا التي ورثناها أبًا عن جد، لذا جاء الترتيب تنازليًا... كأن الخطايا تنحدر من جيل إلى جيل ليحملها السيّد على كتفيه. أمّا الإنجيل الآخر فيلتزم بالترتيب التصاعدي إذ يأتي بعد المعموديّة معلنًا عطيّة الرب خلالها، يرفعنا حتى يردنا إلى حالتنا الأولى "آدم ابن الله" (لو3: 38). فالإنجيلي متّى يُعلن المسيّا حامل خطايانا، والإنجيلي لوقا يُعلن تمتّعنا بالبنوّة لله فيه[51].
 
ثانيًا: اختلاف النسب في القائمتين مرجعه أن متّى وهو يُعلن عن السيّد المسيح كحامل لخطايانا يذكر النسب الطبيعي، حسب اللحم والدم، أمّا لوقا إذ يُعلن عن بنوتنا لله في المسيح يسوع يذكر النسب الشرّعي حيث يمكن لإنسان أن يُنتسب لأب لم يُولد منه جسديًا. نذكر على سبيل المثال كان القدّيس يوسف ابنًا ليعقوب جسديًا، لكنّه ابن هالي شرعًا، لأن هالي مات دون أن ينجب ابنا، فتزوّج يعقوب امرأته لينجب له نسلًا فلا يُمحى اسمه من إسرائيل (تث 25: 5-6؛ مت 22: 24). وكأن القدّيس يوسف خطيب القدّيسة مريم هو ابن لداود الملك حسب القائمتين: سواء النسب الطبيعي أو الشرّعي، بالرغم من اختلافهما.
 
ثالثًا: إذ كان متّى البشير يتحدّث إلى اليهود ليؤكّد أن يسوع هو المسيّا المنتظر، بدأ النسب بإبراهيم المختار، أمّا لوقا إذ يكتب للأمم انتهى النسب بآدم ابن الله، ليضم البشريّة كلها للبنوة لله.
 
رابعًا: جاء النسب خاصًا بالقدّيس يوسف لا القدّيسة مريم، مع أن السيّد المسيح ليس من زرعه، ذلك لأن الشريعة الموسويّة تنسب الشخص للأب وليس للأم كسائر المجتمعات الأبوية. فإن كان يوسف ليس أبًا له خلال الدم لكنّه تمتّع ببركة الأبوة خلال التبنّي. لذلك نجد القدّيسة مريم نفسها التي أدركت سرّ ميلاده العجيب تقول للسيد: "لماذا فعلت بنا هكذا؟ هوذا أبوك وأنا كنّا نطلبك معذّبين" (لو 2: 48). فإن كانت الشريعة تقيم للميّت ابنا (تث 25: 5) متى أنجبت امرأته من الوَلي، فبالأولى ينسب السيّد المسيح كابن ليوسف وهو ليس من زرعه، وقد أعطاه الملاك حقوق الأبوّة كتلقيبه، إذ يقول له: "فستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع".
 
خامسًا: لم يذكر النسب أسماء نساء عظيمات يفتخر بهنّ اليهود كسارة ورفقة وراحيل، إنّما ذكر ثامار التي ارتدَت ثياب زانية (تك 38)، وراحاب الكنعانيّة الزانية (يش 2: 1) وبَتْشبْع التي يلقّبها "التي لأوريّا" مُظهرًا خطيّتها مع داود الملك. وكما يقول القدّيس ساويرس الأنطاكي: [ليكشف أن طبيعتنا التي أخطأت وسقطت، ودارت وتعثّرت في الشهوات غير اللائقة، هي التي جاء المسيح لعلاجها، حتى أنها عندما هربت ضُبطت، وعندما اندفعت وفي ثورتها أسرعت في الابتعاد أمسكها وأوقفها، وأتى بها وقادها إلى الطريق"، "المسيح إذن وضع على ذاته نسب هذه الطبيعة التي تنجّست لكي يطهّرها؛ هذه التي مرضت لكي يشفيها؛ هذه التي سقطت لكي يقيمها، وكان ذلك بطريقة فيها تنازل ومحبّة للبشر[52].] ويقول القديس جيروم: [لم يذكر في ميلاد المسيح ونسبه اسم قدّيسة، بل ذكر من شَجَبهنّ الكتاب، وهو يريد القول بأن من جاء من أجل الخطاة وُلد من خاطئات ليمحو خطايا الجميع[53].]
 
لقد بشر الإنجيلي بنسب الملك في حرّية دون أن يخفي ما يبدو مخزيًا، كاسرًا تشامخ اليهود الذي يكرّرون القول أنهم نسل إبراهيم؛ جاء كطبيب يعالج ضعفنا لا كديّان!
 
سادسًا: ذكر معلّمنا متّى في النسب بعض النساء الأمميّات مثل راعوث الموآبيّة وراحاب الكنعانيّة، ليُعلن أنه جاء من أجل البشريّة كلها ليخصّ الأمم كما اليهود. ويرى القديس يوحنا الذهبي الفم في راعوث رمزًا لكنيسة الأمم التي تركت بيت أبيها والتصقت بكنيسة الله وقبلت العضويّة فيها، إذ يقول: [أنظر كمثال ماذا حدث لراعوث، كيف أنها تحمل شبهًا للأمور الخاصة بنا. لقد كانت غريبة الجنس، انحطت إلى الفقر المدقع، ومع هذا لما رآها بوعز لم يحتقر فقرها، ولا اشمأز من مولدها الدنيء هكذا إذ يتقبّل المسيح الكنيسة بكونها غريبة وفي فقر شديد، يأخذها كشريكة في البركات العظيمة، لكن يجب أن تكون كراعوث، فإن لم تترك أولًا أباها وترفض بيتها وجنسها ومدينتها وأقرباءها لن تحصل على هذا الزواج. هكذا إذ تترك الكنيسة أيضًا العادات التي تقبلها الناس عن آبائهم عندئذ - وليس قبل ذلك - تصير محبوبة لدى عريسها. في هذا يحدّثها النبي قائلًا: "اِنسي شعبك وبيت أبيك، لأن الملك اشتهى حسنك" (مز 45: 10-11). هذا ما فعلته راعوث فصارت أمّا للملوك كما يحدّث مع الكنيسة[54]".
 
سابعًا: من بين أسلاف المسيح أشخاص لهم إخوة، ويلاحظ أن السيّد جاء بصفة عامة منحدرًا، لا من الأبناء البكر، بل ممن هم ليسوا أبكارًا حسب الجسد، مثل إبراهيم ويعقوب ويهوذا وداود ويوناثان. لقد جاء السيّد ليُعلن أن البكوريّة لا تقوم على الولادة الجسديّة، وإنما على استحقاق الروح. لقد جاء السيّد (آدم الثاني) بكر البشريّة كلها، فيه يصير المؤمنون أبكارًا، وتُحسب كنيسته كنيسة أبكار[55].
 
ثامنًا: ذكر معلّمنا متّى في نسب السيّد فارص دون زارح، لأن فارص يمثّل كنيسة الأمم التي صارت بكرًا باتّحادها بالسيّد المسيح البكر، بينما زارح يمثّل اليهود الذين فقدوا البكوريّة برفضهم الاتّحاد مع البكر. لقد أخرج زارح يده أولًا بكونه الابن البكر، لكنّه لم يولد أولًا، بل تقدّمه فارص، فاحتل مركزه، ونعِمَ بالبكوريّة. هكذا ظهر اليهود أولًا كبكر للبشريّة، لكنهم حُرموا من البكوريّة، وتمتّع بها الأمم عوضًا عنهم.
 
تاسعًا: ذكر سبي بابل ليؤكّد أنه بالرغم من تأديبات الشعب بالسبي زمانًا طويلًا لكنّه حافظ على أنسابه، ليتحقّق الوعد الإلهي بمجيء المخلّص. يُعلّق القديس يوحنا الذهبي الفم على ذكر السبي دون الإشارة إلى التغرّب في مصر، قائلًا: [لأنهم لم يعودوا بعد يخافون المصريّين، وإنما كانوا لا يزالون يخافون البابليّين. الأول (النزول إلى مصر) أمر قديم، أمّا الثاني فكان لا يزال جديدًا، حدث مؤخّرًا. الأول لم يحدث بسبب خطايا ارتكبوها، أمّا الآخر فبسبب معاصيهم[56].]
 
 
3. عدد الأجيال
 
يقسّم الإنجيلي الأجيال من إبراهيم إلى مجيء السيّد إلى ثلاث حقبات، كل حقبة تضم 14 جيلًا:
 
أ. من إبراهيم إلى داود، تنتهي الحقبة بالمجد الملوكي مُعلنًا في داود.
 
ب. من داود إلى سبي بابل، تنتهي بالعار في السبي.
 
ج. من السبي إلى السيّد المسيح، تنتهي بتحقيق الخلاص، ونزع العار حيث يملك المسيّا. في دراستنا لسفر الخروج (ص 33) لاحظ العلامة أوريجينوس أن عدد المحطات التي توقّف عندها الشعب قديمًا من رعمسيس إلى الجانب الشرقي لنهر الأردن 42 محطة، تمثّل الأجيال التي ذكرها متّى البشير (3 حقبات ×14 جيلًا = 42)، وكأن الرحلة تمثّل عبور البشريّة كلها في برّيّة هذا العالم، لتنطلق من أرض العبوديّة وأسر فرعون الحقيقي، أي إبليس، والدخول إلى أرض الموعد حيث ننعم بمجد أولاد الله. مجيء السيّد من امرأة يقدّم لكل مؤمن إمكانيّة هذا العبور ليدخل به بالروح القدس إلى حضن الآب السماوي. مصدر المقال: موقع الأنبا تكلاهيمانوت.
 
وقد لاحظ القديس أغسطينوس[57] في هذا النسب أن يكنيا قد تكرّر مرّتين في نهاية الحقبة الثانية، وبدْء الحقبة الثالثة [11-12]، فقد عاصر يكنيا السبي البابلي بعد أن عُين ملكًا عوضًا عن أبيه. لم يذكر الكتاب المقدّس شيئًا عن خطاياه، وإنما ذكر خطايا الشعب والرؤساء. لقد نُزع عنه الملك، وأُقتيد إلى السبي من أجل خطايا الشعب. وكأن يكنيا يمثّل السيّد المسيح الذي يُحصى مرّتين، جاء لليهود ليخلّصهم، وإذ رفضوه عبر إلى الأمم (بابل) ليخلّصهم. إنه حجر الزاوية المرفوض (مز 118: 22) ربط حائط الأمم بحائط اليهود، ليُقيم كنيسة واحدة للجميع.
 
يرى[58]  G. G. Boxأن الإنجيلي متّى قسّم الأجيال إلى ثلاثة مجموعات، كل مجموعة تقوم على أساس الرقم الفلكي لاسم داود الذي في مجموع حروفه بالعبريّة "14"، وكأن القدّيس أراد تأكيد نسب السيّد المسيح لداود الملك ثلاث مرّات، أو كأن السيّد هو الملك لكل الحقبات الزمنيّة.
 
4. مريم المخطوبة
 
"وأما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا:
 
لما كانت مريم أمه مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا
 
وُجدت حبلى من الروح القدس" [18].
 
أكدّ الكتاب المقدّس أن الحبل به في أحشاء القدّيسة مريم تحقّق بالروح القدس، الذي هيّأها وقدّسها ليحل كلمة الله فيها، ابن الله الوحيد. إنه ليس من زرع بشر، إذ تحقّق الحبَل وهي مخطوبة للقدّيس يوسف. وكانت الخطبة ليوسف البار أمرًا ضروريًا، لأسباب كثيرة منها ما ذكره القديس جيروم[59]:
 
أولًا: لكي يُنسب للقدّيس يوسف قريب القدّيسة مريم، فيظهر أنه المسيّا الموعود به من نسل داود من سبط يهوذا.
 
ثانيًا: لكي لا تُرجم القدّيسة مريم طبقًا للشريعة الموسويّة كزانية، فقد سلّمها الرب للقدّيس البار الذي عرف برّ خطيبته، وأكّد له الملاك سرّ حبلها بالمسيّا المخلّص.
 
ثالثًا: لكي تجد القدّيسة معها من يعزّيها، خاصة أثناء هروبها إلى أرض مصر. مصدر المقال: موقع الأنبا تكلاهيمانوت.
 
أما لماذا وُلد السيّد من امرأة أو عذراء؟ فيجيب القديس أغسطينوس، قائلًا:
 
*     لو تجنّب الميلاد منها، لظننا كما لو كان الميلاد منها ينجِّسه، مادام جوهره لا يتدنّس فلا خوف من الميلاد من امرأة.
 
*     بمجيئه رجلًا دون ولادته من امرأة، يجعل النساء ييأسْنَ من أنفسهن متذكّرات الخطيّة الأولى... وكأنه يخاطب البشريّة، قائلًا: ينبغي أن تعلموا أنه ليس في خليقة الله شرًا، إنّما الشهوة المنحلّة هي التي أفسدت الخليقة. انظروا، لقد وُلدت رجلًا، ووُلدت من امرأة، فأنا لا احتقر خليقتي، بل ازدري بالخطيّة التي لم أجبلها... لنفس السبب نجد النساء هن أول من بشرن بالقيامة للرسل. ففي الفردوس أعلنت المرأة عن الموت لرجلها، وفي الكنيسة أعلنت النساء الخلاص للرجال[60].
 
القديس أغسطينوس
 
يُعلّق هلفيديوس في أواخر القرن الرابع على قول الإنجيلي: "قبل أن يجتمعا وُجدت حبلى"، بأن في هذا دليل ضمني على اجتماعهما بعد ولادة السيد، ناكرًا بتوليّة القدّيسة مريم، وقد سبق لي معالجة هذا الأمر في شيء من التوسّع، لذا أكتفي ببعض عبارات للقدّيس جيروم في الرد عليه: [لو أن إنسانًا قال: قبل الغذاء في الميناء أبحرت إلى أفريقيا"، فهل كلماته هذه لا تكون صحيحة إلا إذا أرغم على الغذاء بعد رحيله! وإن قلت أن "بولس الرسول قُيّد في روما قبل أن يذهب إلى أسبانيا"، أو قلت "أدرك الموت هلفيديوس قبل أن يتوب" فهل يلزم أن يحلّ بولس من الأسر ويمضي مباشرة إلى أسبانيا، أو هل ينبغي لهلفيديوس أن يتوب بعد موته؟ (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى)... فعندما يقول الإنجيلي "قبل أن يجتمعا" يُشير إلى الوقت الذي سبق الزواج مظهرًا أن الأمور قد تحقّقت بسرعة حيث كانت هذه المخطوبة على وشك أن تصير زوجة... وقبل حدوث ذلك وُجدت حُبلى من الروح القدس... لكن لا يتبع هذا أن يجتمع بمريم بعد الولادة[61].]
 
 
5. حلم يوسف
 
"فيوسف رجلها إذ كان بارًا ولم يشأ أن يشهرها،
 
أراد تخليتها سرًا" [19].
 
كانت علامات الحمل قد بدأت تظهر على القدّيسة مريم، الأمر الذي كان كافيًا لإثارة الغضب، بل وتعطيه الشريعة حق تقديمها للكهنة لمعاقبتها بالرجم، لكنّه إذ كان بارًا، وقد لمس في القدّيسة عفّتها وطهارتها ارتبك للغاية. في حنو ولطف لم يفتح الأمر مع أحد حتى مع القدّيسة نفسها، ولا فكّر في طردها وإنما "أراد تخليتها سرًا" أيضًا تطليقها. فنحن نعرف أن الخطبة في الطقس اليهودي تعطي ذات الحقوق والالتزامات الخاصة بالزواج فيما عدا العلاقة الزوجيّة الجسديّة. هذا هو السبب لدعوة الملاك إيّاها "امرأتك" [20]، الأمر الذي سبق لنا دراسته[62].
 
يُعلّق القديس يعقوب السروجي على هذا التصرّف النبيل من جانب القدّيس يوسف، قائلًا:
 
[نظر الشيخ إلى بطنها، تلك المخطوبة له، وتعجّب الصِدّيق!
 
رأى صبيّة خجولة عاقلة، فبقى داهشًا في عقله!
 
شكلها متواضع، وبطنها مملوءة، فتحيّر ماذا يصنع؟!
 
منظرها طاهر، ورؤيتها هادئة، والذي في بطنها يتحرّك!
 
طاهرة بجسدها، وحبلها ظاهر، فتعجّب من عفّتها والمجد الذي لها، وبسبب حبلها كان غاضبًا...
 
كان البار حزين القلب على حبل العذراء النقيّة، وأراد أن يسألها فاستحى... وفكّر أن يطلّقها سرًا[63].]
 
ربّما يتساءل البعض، وهل من ضرورة لتخليتها سرًا؟ يجيب القديس جيروم بأن العلامات كانت واضحة، فإن لم يتخلَ عنها يُحسب مذنبًا حسب الشريعة، فإنه ليس فقط من يرتكب الخطيّة يتحمّل وزرها، وإنما من يشاهدها ولا يتخذ موقفًا منها[64].
 
"ولكن فيما هو متفكر في هذه الأمور،
 
إذا ملاك الرب قد ظهر له في حلم، قائلًا:
 
يا يوسف ابن داود، لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك،
 
لأن الذي حبل به فيها هو من الروح القدس" [20].
 
إذ رأى الله ارتباك هذا البار مع سلوكه بحكمة ووقار أراد أن يطمئنه، فأظهر له ملاكًا في حلم يكشف له عن سرّ الحبل. إنه لم يقدّم له رؤيا في يقظته، [إذ كان متزايدًا جدًا في الإيمان وليس في حاجة إلى الرؤية [65]]، كقول القديس يوحنا الذهبي الفم.
 
يُعلّق القديس جيروم على دعوة الملاك للقدّيسة مريم أنها امرأة يوسف، قائلًا: [نحن نعرف أنه من عادة الكتاب المقدّس أن يعطي هذا اللقب للمخطوبات. هذا ما يؤكّده المثل التالي من سفر التثنية: "إذ كانت فتاة عذراء مخطوبة لرجل فوجدها رجل في المدينة واضطجع معها، فاخرجوهما كليهما إلى باب تلك المدينة ورجموهما حتى يموتا؛ الفتاة من أجل أنها لم تصرخ في المدينة، والرجل من أجل أنه أذل امرأة صاحبه، فتنزع الشرّ من وسطك[66]" (تث 22: 23-24) راجع (تث 20: 7)] كما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [هنا يدعو الخطيبة زوجة، كما تعوّد الكتاب أن يدعو المخطوبين أزواجًا قبل الزواج. وماذا تعني "تأخذ"؟ أي تحفظها في بيتك، لأنه بالنيّة قد اخرجها. احفظ هذه التي اخرجتها، كما قد عُهد بها إليك من قبل الله، وليس من قبل والديها[67].]
 
"فستلد ابنًا وتدعو اسمه يسوع،
 
لأنه يخلّص شعبه من خطاياهم.
 
وهذا كلّه كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل:
 
هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعون اسمه عمانوئيل
 
الذي تفسيره الله معنا" [21-23].
 
لقد أعطى الملاك ليوسف البار هذه الكرامة أن يمارس الأبوة مع أن السيّد المسيح ليس من زرعه، فأعطاه حق تسُمّيته، وإن كان الاسم ليس من عنديّاته بل بإعلان إلهي. إنه "يسوع" التي تعني في العبريّة "يهوه يخلّص"، وكما يقول الملاك " لأنه يخلّص شعبه من خطاياهم". يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [شعبه ليس هم اليهود وحدهم، وإنما يشمل كل من يقتربون إليه، ويتقبّلون المعرفة الصادرة عنه[68].]
 
أما كلمة "عذراء" ففي العبريّة "آلما Olmah"، هي تخص فتاة عذراء يمكن أن تكون مخطوبة لكن غير متزوجة، وجاءت مطابقة على القدّيسة مريم تمامًا[69]".
 
 
6. ميلاد المسيح المبكّر
 
"لم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر،
 
ودعا اسمه يسوع" [25].
 
اعتمد هلفيديوس في إنكاره دوام بتوليّة القدّيسة مريم على هذه العبارة، قائلًا بأن كلمة "حتى" تعني أنه عرفها بعد الميلاد، وأن عبارة "ابنها البكر" تُشير إلى وجود أبناء آخرين ليسوا أبكارًا.  يجيب القديس جيروم بأن كلمة "يعرفها" لا تعني حتمًا المعاشرة الزوجيّة، وإن كان يمكن أن تعني هذا، وكأن القدّيس يوسف لم يعرف القدّيسة مريم فيما نالته من نعم عظيمة حتى ولدت يسوع المسيح. أما كلمة "حتى" فلا تعني أن معرفته لها - بالجانب الجسدي - تحقّق بعد الولادة، وقد أعطى القديس جيروم أمثله لذلك. عندما يقول الرسول: "لأنه يجب أن يملك حتى يضع جميع الأعداء تحت قدميه" (1 كو 15: 25)؛ هل سيملك الرب حتى يصير أعداؤه تحت قدميه وعندئذ يتوقّف ملكه؟ أيضًا يقول المرتّل: "أعيننا إليك يا الله حتى يتراءف علينا" (مز 123: 2)، فهل يتطلّع النبي نحو الله حتى ينال الرأفة وعندئذ يحول عينيّه عنه إلى الأرض؟! يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [استخدم هنا كلمة "حتى" لا لكي تشك وتظن أنه عرفها بعد ذلك، إنّما ليخبرك أن العذراء كانت هكذا قبل الميلاد لم يمسها رجل قط. ربّما يقال: لماذا استخدم كلمة "حتى"؟ لأنه اعتاد الكتاب أن يستعمل هذا التعبير دون الإشارة إلى أزمنة محدّدة. فبالنسبة للفَلك قيل إن الغراب لم يرجع حتى جفت الأرض (تك 8: 7) مع أنه لم يرجع قط[70].]
 
أما من جهة تعبير: "البكر" فلا يعني أن السيّد المسيح له إخوة أصغر منه من مريم وأنه هو بكرها. فإن كل فاتح رحم يُحسب بكرًا حتى ولو لم يكن بعده إخوة أصغر منه. يقول القديس جيروم في ردّه على هلفيديوس: [كل ابن وحيد هو بكر، ولكن ليس كل بكر هو ابن وحيد. فإن تعبير "بكر" لا يُشير إلى شخص له إخوة أصغر منه، وإنما يُشير إلى من يسبقه أخ أكبر منه يقول الرب لهرون: "كل فاتح رحم من كل جسد يقدّمونه إلى الرب: من الناس والبهائم يكون لك. ولكن بكر الإنسان ينبغي لك أن تقبل فداءه. وبكر البهائم النجسة تقبل فداءه" (عد 18: 15). قول الرب هنا يّعرف البكر على كل فاتح رحم[71].] لو كان يلزم أن يكون له اخوة أصاغر لكان ينبغي ألا يقدّم البكر من الحيوانات الطاهرة للكهنة إلا بعد ولادة أصاغر بعده، وما كانت تدفع فدية الإنسان والحيوان النجس إلا بعد التأكّد من إنجاب اخوة أصاغر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://good-shepherd.yoo7.com
ابن الراعى الصالح
عضو جديد
عضو  جديد
ابن الراعى الصالح


عدد المساهمات : 587
بركة من المسيح : 872
تاريخ التسجيل : 04/11/2013
العمر : 37

تفسير الاصحاح الاول من انجيل معلمنا متى الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير الاصحاح الاول من انجيل معلمنا متى الرسول   تفسير الاصحاح الاول من انجيل معلمنا متى الرسول Icon_minitime1الإثنين 25 نوفمبر 2013, 6:11 pm


ثانياً: تفسير الاصحاح الاول من انجيل معلمنا متى الرسول بركاته على جميعنا آمين  لأبونا القس أنطونيوس فكري

الإصحاح الأول:
 
آية (18): "أما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا: لما كانت مريم أمه مخطوبة ليوسف، قبل أن يجتمعا، وجدت حبلى من الروح القدس."
 
لما كان من المستحيل أن نصعد نحن إلى الله، نزل هو إلينا ليرفعنا إلى علوه. ولما كان ليخلصنا يجب أن يموت أخذ جسدًا قابلًا للموت ليموت به عنا.
 
والمسيح ولد من عذراء بواسطة الروح القدس الذي هيأ أحشاءها وقدسها ليحل الكلمة فيها، فهو ليس من زرع بشر. وأهمية خطبة العذراء ليوسف:
 
1-   يوسف من نسل داود فحين ينسب له المسيح يكون ابن داود (والعذراء أيضًا نسل داود)
 
2-   حتى لا تُرجم العذراء كزانية إذ توجد حبلى دون زواج طبقًا للشريعة.
 
3-   لكي تجد العذراء من يعينها خاصة أثناء رحلة هروبها إلى مصر.
 
ملحوظات: المسيح وُلِدَ رجلًا ووُلِدَ من امرأة فهو لا يحتقر جنس البشر بل يكره الخطية.
 
الخطبة عند اليهود:- تشبه (كتب الكتاب عند الإخوة المسلمين). لذلك يقول الكتاب عن يوسف أنه رجلها وعن العذراء أنها امرأته (آيات 19-20). وهي ليست كالخطبة عند المسيحيين أو المسلمين، بل هي بمثابة زواج، ويجب أن تمر فترة زمنية حتى يسكنا معًا ويعرفا بعضهما. وهذا هو الوضع الذي حملت فيه العذراء بالمسيح. فإن حملت المخطوبة عند اليهود لا يعتبر هذا زنا بل مخالفة اجتماعية بسيطة. ولأن المخطوبة عند اليهود تعامل كالمتزوجة فعقوبة زنا المخطوبة مع غير خطيبها هو الرجم (تث23:22-24).
 
تأملات: [1] المسيح ولد من عذراء، فهو لا يوجد في أحشاء إلا أحشاء عذراوية لا تعرف خطية وترفض أن تقترن بشهوات هذا العالم. [2] عجيب هو صمت العذراء التي كتمت سرها حتى عن رجلها يوسف، فهذا درس لنا في البعد عن المجد الباطل وفي إنكار الذات. [3] عجيب أيضًا تسليمها الأمر لله ليدافع عنها في موضوع حملها دون أن تدافع عن نفسها.
 
قبل أن يجتمعا وجدت حبلى (حيث أن المسيح لم يكن من زرع بشر فهو لم يحمل الخطية الأصلية (مز5:51+ رو12:5) وبهذا يمكن أن يموت لا عن نفسه بل عن البشرية فهو بلا خطية وغير وارث للخطية الأصلية)= بدأت من القرن الرابع إساءة فهم هذه الآية وقيل أن تفسيرها هو أن يوسف اجتمع مع العذراء بعد الولادة، والهدف إنكار دوام بتولية السيدة العذراء. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). والرد بسيط كما قال القديس جيروم "لو قال إنسان أنني قبل الغذاء أبحرت إلى إفريقيا فهل لابد أن يرجع لشواطئ أوروبا للغذاء. والمقصود من الآية ببساطة أن العذراء وجدت حبلى بدون زرع بشر.
 
آية (19): "فيوسف رجلها إذ كان بارًا، ولم يشأ أن يشهرها، أراد تخليتها سرًا."
 
ظهرت علامات الحمل على العذراء فكان أمام يوسف أحد اختيارين:
 
1)  أن يحاكمها أمام الشيوخ فترجم حسب الشريعة.
 
2) يطلقها أمام شهود بدون علة حتى لا يشهرها (تث1:24) وهذا ما انتواه يوسف. وهو كان يجب عليه أن يتخذ أي قرار من الاثنين، فالساكت على الخطية كأنه قد اشترك فيها. وهو فضل استخدام الرحمة عن العدل.
 
آية (20): "ولكن فيما هو متفكر في هذه الأمور. إذا ملاك الرب قد ظهر له في حلم قائلًا: "يا يوسف ابن داود، لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك. لأن الذي حبل به فيها هو من الروح القدس"."
 
لم يكن من الممكن أن يصدق إنسان قصة الميلاد العذراوي إن لم يكن بظهور ملائكي مثل هذا. وهنا نرى درس في التسليم من العذراء فهي ألقت رجاءها على الله فأظهر برها كالشمس. متفكر= فلنتروى قبل أن نحكم على أحد. يا يوسف ابن داود= هذا تذكير بأن داود هو أبو المسيح بالجسد، أو أن المولود هو المسيا ابن داود المنتظر. أن تأخذ= أي تحفظها في بيتك فهو كان ناويًا أن يخرجها.
 
آية (21): "فستلد ابنًا وتدعو اسمه يسوع. لأنه يخلص شعبه من خطاياهم."
 
يسوع= هذا هو النطق اليوناني لاسم يشوع أو يهوشع أي الرب يخلص. يخلص شعبه (شعبه= أي كل من يقبله سواء يهود أو أمم) من خطاياهم= هو يستطيع أن يخلص القلب من محبة الخطية وسلطان الخطية وقوتها، وهو يخلصنا من عقوبة الخطية ويصالحنا مع الله الآب، وأن عشنا في حضرة الله الآب تهرب الخطية. واليهود فهموا الخلاص بطريقة خطأ، فهم فهموا أن الخلاص يكون من الرومان أو من أي مصائب وقتية، ومازال البعض حتى الآن يفهمونها هكذا. وكان هذا هو الفهم الخاطئ لتلميذي عمواس (لو21:24).
 
آية (22): "وهذا كله كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل."
 
لكي يتم ما قيل= أي أن المسيح جاء وتجسد في ملء الزمان، ولكن كان هذا في خطة الله الأزلية وسبق وكشفه على لسان النبي.
 
آية (23): "هوذا العذراء تحبل وتلد ابنًا، ويدعون اسمه عمانوئيل" الذي تفسيره: الله معنا."
 
هذه أول نبوة من سلسلة نبوات أتى بها متى البشير ليثبت أن في المسيح تتحقق النبوات وأنه هو المسيا المنتظر. عمانوئيل= من الاسمين معًا عمانوئيل ويسوع نفهم أن المسيح هو الرب متجسدًا.
 
آية (25): "ولم يعرفها حتى ولدت أبنها البكر. ودعا اسمه يسوع."
 
لم يعرفها حتى= من يريد إنكار دوام بتولية العذراء يستخدم هذه الآية ويقول أن حتى تشير أنه عرفها بعد أن ولدت المسيح. والرد على هذا بسيط:
 
1) (1كو25:15) "لأنه يجب أن يملك حتى يضع جميع الأعداء تحت قدميه" فهل بعد أن يضع أعداؤه تحت قدميه سيتوقف ملكه.
 
2)  (2صم23:6) "ولم يكن لميكال ولد إلى يوم موتها" فهل ولدت بعد موتها.
 
3) (مز2:123) "عيوننا نحو الرب إلهنا حتى يتراءف علينا" فهل تطلع النبي إلى الله حتى ينال الرأفة وعندئذ يحول عينيه عنه إلى الأرض.
 
مما سبق نفهم أن قوله حتى لا يفيد تغير الوضع بعدها.
 

أبنها البكر= يفهمون من هذا أيضًا أن العذراء أنجبت أخوة للمسيح من بطنها. والرد على ذلك بسيط. فالبكر هو كل فاتح رحم (عدد 15:18). حتى لو لم يكن له إخوة والدليل أنه كان على شعب الله أن يقدم كل بكر لله دون أن ينتظر ولادة إخوة له. والمسيح صار بكرًا بين إخوة كثيرين (رو29:8) والعذراء استمرت بكرًا كما تنبأ بهذا حزقيال النبي (حز44: 1، 2).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://good-shepherd.yoo7.com
joulia
مديرة عام المنتدى
مديرة عام المنتدى
joulia


عدد المساهمات : 1517
بركة من المسيح : 2602
تاريخ التسجيل : 05/11/2013

تفسير الاصحاح الاول من انجيل معلمنا متى الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير الاصحاح الاول من انجيل معلمنا متى الرسول   تفسير الاصحاح الاول من انجيل معلمنا متى الرسول Icon_minitime1الثلاثاء 26 نوفمبر 2013, 3:42 pm

مجهود  مبارك  عليه
دام لنا  وجودك  و  خدمتك  القيّمة
ربنا  يبارك  حياتك  و  اعمالك
تفسير الاصحاح الاول من انجيل معلمنا متى الرسول Images?q=tbn:ANd9GcRPWFbvsFEwYIPYELdwZvkquhauTaMuWsCvr23KqZVN55Guvo7H
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن الراعى الصالح
عضو جديد
عضو  جديد
ابن الراعى الصالح


عدد المساهمات : 587
بركة من المسيح : 872
تاريخ التسجيل : 04/11/2013
العمر : 37

تفسير الاصحاح الاول من انجيل معلمنا متى الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير الاصحاح الاول من انجيل معلمنا متى الرسول   تفسير الاصحاح الاول من انجيل معلمنا متى الرسول Icon_minitime1الثلاثاء 26 نوفمبر 2013, 5:51 pm

Julie Hosny كتب:
مجهود  مبارك  عليه
دام لنا  وجودك  و  خدمتك  القيّمة
ربنا  يبارك  حياتك  و  اعمالك
تفسير الاصحاح الاول من انجيل معلمنا متى الرسول Images?q=tbn:ANd9GcRPWFbvsFEwYIPYELdwZvkquhauTaMuWsCvr23KqZVN55Guvo7H

اختى جولى 
بنعمه رب المجد يسوع المسيح 
انتى السبب فى بدايه الموضوع ده
ربنا يدينا الايمان اننا نثق فيما لا يرى لانك عرفتينى فى الاصحاح ده على نقاط استغلها الشيطان لضلال ضعيفى الايمان
ربنا يثبت ايمانه فينا و يقويه حتى ان وصلنا للموت من اجله
آمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://good-shepherd.yoo7.com
mrmr ayman
عضو مميز
عضو مميز
mrmr ayman


عدد المساهمات : 302
بركة من المسيح : 431
تاريخ التسجيل : 05/11/2013
العمر : 25

تفسير الاصحاح الاول من انجيل معلمنا متى الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير الاصحاح الاول من انجيل معلمنا متى الرسول   تفسير الاصحاح الاول من انجيل معلمنا متى الرسول Icon_minitime1الأربعاء 27 نوفمبر 2013, 3:30 pm

شرح سهل وموضح شكرا لك يا اخى ابن الراعى الصالح
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت البطل
مراقبه عامه للمنتدى
مراقبه عامه للمنتدى
بنت البطل


عدد المساهمات : 1086
بركة من المسيح : 2081
تاريخ التسجيل : 05/11/2013

تفسير الاصحاح الاول من انجيل معلمنا متى الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير الاصحاح الاول من انجيل معلمنا متى الرسول   تفسير الاصحاح الاول من انجيل معلمنا متى الرسول Icon_minitime1الجمعة 13 ديسمبر 2013, 10:08 am

جميل جدااااااااااااا
الرب يبارك حياتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن الراعى الصالح
عضو جديد
عضو  جديد
ابن الراعى الصالح


عدد المساهمات : 587
بركة من المسيح : 872
تاريخ التسجيل : 04/11/2013
العمر : 37

تفسير الاصحاح الاول من انجيل معلمنا متى الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير الاصحاح الاول من انجيل معلمنا متى الرسول   تفسير الاصحاح الاول من انجيل معلمنا متى الرسول Icon_minitime1الإثنين 16 ديسمبر 2013, 5:36 pm

mrmr ayman كتب:
شرح سهل وموضح شكرا لك يا اخى ابن الراعى الصالح

يارب يكون الموضوع افادك يا اختى مرمر
الشرح ليس شرحى انما شرح الاباء الكهنة الاجلاء و لست انا

شكراً لمنحى بركه بقراتك الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://good-shepherd.yoo7.com
ابن الراعى الصالح
عضو جديد
عضو  جديد
ابن الراعى الصالح


عدد المساهمات : 587
بركة من المسيح : 872
تاريخ التسجيل : 04/11/2013
العمر : 37

تفسير الاصحاح الاول من انجيل معلمنا متى الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير الاصحاح الاول من انجيل معلمنا متى الرسول   تفسير الاصحاح الاول من انجيل معلمنا متى الرسول Icon_minitime1الإثنين 16 ديسمبر 2013, 5:38 pm

مهرائيل كتب:
جميل جدااااااااااااا
الرب يبارك حياتك

نشكر ربنا على بركه قراتك الموضوع يا اختى مهرائيل
رب المجد يبارك حياتك
اذكرينا فى صلواتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://good-shepherd.yoo7.com
 
تفسير الاصحاح الاول من انجيل معلمنا متى الرسول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنيسة الراعى الصالح :: المنتدى الكتاب المقدّس :: قسم الكتاب المقدّس-
انتقل الى: