أيّها الشباب أين أنتم ؟
أيها الشباب أين أنتم أنظر بعين الحزن والأسى وأنا أرى شبابنا اليوم بعيدين
عن حضن الكنيسة وعن حضن الآب السماوي .
أنظر كأب وراعي نحو بعدكم عن الكنيسة غير المبرر .
لماذا تبتعدون وطريق الحياة أحلى مع رب المجد وعروسه الكنيسة المقدسة ؟
لو ملكتم العالم .... وخيرات العالم ......
ومال العالم بدون المسيح لا يساوي كل هذا شيئا .
لماذا ادعوكم لمحبة المسيح ؟ ببساطة ؟
لأنه أحبنا أولا وقدم نفسه على الصليب لأجلنا لكي يمنحنا الحياة والأفضل والملكوت .
يقول الوحي الإلهي على لسان الرب يسوع :
لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ. إنجيل يوحنا 15 : 13 .
يسوع أحبكم حتى المنتهى بل وأطاع لأجلكم حتى الموت موت الصليب .
يقول الرسول بولس :
وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ.
رسالة فيلبي 2 : 8
اليوم أراكم قد تربيتم جيدا وتفانى أهلكم في تربيتكم أحسن تربية وبناء على تلك التربية الحسنة
لو صنع أحد معكم معروفا ربما تتفانون كيف تردوا المعروف لمن صنعه معكم .
الرب يسوع لأجلكم قدم ذاته ذبيحة حب عنكم وفتح لكم الملكوت
وهو مستعد حتى اليو ليقف معكم ويساندكم في الفرح والضيق .
هل تهربون منه ؟ هل تهربون من خلاصه العظيم ؟
الإنجيل رسالة حية يقدمها لكم لتسيروا في هديها .
والكنيسة أنتم الدماء الجديدة التي تسري في عروقها لتحي الكنيسة وتحيون أنتم أيضا .
الكنيسة لا تصنع لكم أخلاقا فأخلاقكم من بيوتكم وأهلكم قد تربيتم حسنا
لكن الكنيسة تصقل وتهذب تلك الأخلاق لتكسبوا محبة الله ومحبة الناس معا .
الكنيسة أم حنون ترأف بكم وتعتني بخلاص نفوسكم فلماذا البعد والجفاء ؟
الكنيسة ترفعكم عاليا كجميزة زكا
فكما هو رأى المسيح من فوق الجميزة سترفعكم الكنيسة بدفء أمومتها لتروا المسيح الرب .
الكنيسة تتلألأ بكم بوجودكم وخدمتكم وترشدكم للطريق الصالح لتكسبوا الحياة الحاضرة
والحياة الأبدية في الملكوت يقول الرب على لسان أشعيا النبي :
ارجعوا إلي فأرجع إليكم .
لا تترددوا اليوم فالفرصة قد لا تتكرر اطلبوا الرب واطلبوا مغفرة الخطايا
وخذوا درع قوة ضد مكائد الشيطان واتحدوا به في شركة جسده ودمه الكريمين
وكل هذا يكون في الكنيسة لا خارجها .
أيّها الشباب :
الكنيسة أمكم وتفرح بكم وحين تعودون اليها تقدم لكم شمعا مضاء ترون فيه نور يسوع .
الكنيسة تقدم لكم بخورا عطرا يباركه الرب فتنتعش قلوبكم .
الكنيسة أمكم تقدم لكم نهرا متدفقا من الغفران الكنيسة تقدم لكم يسوع في القربان الحي
فتشعرون بدفء الحب الإلهي الكنيسة تقدمكم بفرح نحو الآب السماوي
فتتمتعون ببنوته الآن وفي المستقبل الكنيسة تُطرب أذانكم بالتراتيل العذبة
وتقدم لكم كلمة الله سهلة ميسرة .
الكنيسة لديها أجوبة شافية على جميع تساؤلاتكم فهلموا ولا تتوانوا أسرعوا
فالحياة قصيرة فانية متى حلت ساعة الموت لا يأخذ الإنسان معه سوى إيمانه ومحبته لله وللقريب .
يا ليت قلوبكم تلبي هذا النداء ليكون عرس في السماء بخاطئ واحد يتوب
وليحفظ الرب قلوبكم وافكاركم في محبته السرمدية
آمين