كان راهبان ﻳﺳﻳران ﻓﻲ طرﻳق اﻟﻌودة إﻟﻰ اﻟدﻳر،
ﻓﺻﺎدﻓﺎ ﻓﺗﺎة ﺟﻣﻳﻠﺔ ﺗﻠﺑس ﺛﻳﺎﺑًﺎ ﻧظﻳﻔﺔ، وﺗﺗزﻳّن ﺑﺎﻟﺣﻠﻲّ.
ﻓﺣﻳّت اﻟﻔﺗﺎة اﻟراهبين وﻗﺎﻟت:
"ﻟﻘد اﻧﻬﺎر اﻟﺟﺳر ﻟﻳﻠﺔ أﻣس أﺛﻧﺎء هبوب ﻋﺎﺻﻔﺔ،
وﻟﻳس ﻣن وﺳﻳﻠﺔ ﻟﻌﺑور اﻟﻧﻬر.
واﻟﻳوم ﺗُزّف ﺻدﻳﻘﺗﻲ إﻟﻰ ﺷﺎب،
وأﻧﺎ ذاهبة ﻷﺣﺿر اﻟﻌرس.
لكني أﺧﺷﻰ اﻟﻧـزول ﻓﻲ اﻟﻣﺎء ﻓﺗﺗﻠوّث ﺛﻳﺎﺑﻲ اﻟﻧظﻳﻔﺔ. ﻓﻬﻞ ﻳمكنكما ﻣﺳﺎﻋدﺗﻲ ﻓﻲ ﻋﺑور اﻟﻧﻬر؟".
وكان أﺣد اﻟراهبين ﻋﺟوزاً، ﻓﺗﻘدّم من اﻟﻔﺗﺎة
وﺣﻣﻠﻬﺎ ﺑﻳن ذراﻋﻳﻪ وﻋﺑر اﻟﻧﻬر وﺗركها ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻧﻬر اﻵﺧر.
ﺗﺑﻌﻬﻣﺎ اﻟراهب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺻﺎﻣﺗًﺎ، وكان ﺷﺎﺑّﺎً ﻳﺎﻓﻌًﺎ، ﻳﺷﻊﱡ ﺣﻳﺎة وﻧﺿﺎرة.
وﻋﻧدﻣﺎ اﺑﺗﻌدت اﻟﻔﺗﺎة ﻋﻧﻬﻣﺎ،
ﺑدأ اﻟراهب اﻟﺷﺎب ﻳؤﻧّب اﻟراهب اﻟﻌﺟوز:
"كيف ﺣﻣﻠتَ هذﻩ اﻟﻔﺗﺎة؟ أﻻ ﺗﻌﻠم أن اﻟﺷﻳطﺎن
ﻳﺄﺗﻲ أﺣﻳﺎﻧًﺎ ﻓﻲ هيئة ﻣﻼك اﻟﻧور، ﻓﻳﺟﻣّﻞ اﻟﺧطﻳﺋﺔ
وﻳﺧﻔﻳﻬﺎ ﺗﺣت ﺳﺗﺎر ﻋﻣﻞ اﻟﺧﻳر؟
أﺗدري ﻣﺎ ﺳﺗﻘوﻟﻪ هذﻩ اﻟﻔﺗﺎة ﻷﺻدﻗﺎﺋﻬﺎ؟
إﻧﻬﺎ ﺳﺗﻔﺗﺧر أن راهباً ﺣﻣﻠﻬﺎ ﺑﻳن ذراﻋﻳﻪ...".
وﺗﺎﺑﻊ اﻟراهب اﻟﺷﺎب ﺗﺄﻧﻳب اﻟراهب الكهل،
وهذا ﻻ ﻳردّ ﺟواﺑًﺎ، ﺣﺗﻰ وﺻﻼ إﻟﻰ اﻟدﻳر.
وﻗﺑﻞ أن ﻳﻌﺑُرا ﺑوّاﺑﺔ اﻟدﻳر اﻟﺻﻐﻳرة،
ﺗوﻗف اﻟراهب اﻟﻌﺟوز وﻗﺎل:
"اﺳﻣﻌﻧﻲ اﻵن ﺟﻳّدًا.
ﻳﻘول أﺣد اﻟﻧﺳﺎك إن اﻗﺗراف اﻟﺧطﻳﺋﺔ
أﻗﻞّ ﺧطورة ﻣن التفكير ﻓﻳﻬﺎ أو اﺷﺗﻬﺎﺋﻬﺎ.
ﻓذاك ﻳدوم ﻟﺣظﺔ وهذا ﻳﺳﺗﻣر أﻳّﺎﻣًﺎ.
أﻧﺎ ﻻ أرﻳد أن أداﻓﻊ ﻋن ﻧﻔﺳﻲ أو أﺑرّر ﻓﻌﻠﻲ،
لكني ﺗركت اﻟﻔﺗﺎة ﻋﻠﻰ ﺿﻔﺔ اﻟﻧﻬر....
ﻓﺈن كنت ﻣﺎ ﺗزال ﺗﺣﻣﻠﻬﺎ ﻓﻲ فكرك إﻟﻰ اﻵن،
دﻋﻬﺎ هنا، وﻟﻧدﺧﻞ اﻟدﻳر اﺛﻧﻳن ﻻ ﺛﻼﺛﺔ".