حين نقول عن الكنيسة إنها جماعة المؤمنين بالمسيح وبتعليمه ورسالته
فهذا يعني إنها من جماعات مصغرة ،
هي العائلات المسيحية التي من خلالها يتوصل نشر المسيح .
والعائلة المسيحية يرتبط وجودها بالكنيسة
التي هي أم روحية تلد العائلة وتتعهدها بالعناية ،
وتغذيها بكلمة الله وبالاسرار ، وترافق مسيرتها حتى لحظة الرحيل ،
والإنطلاق إلى بيت الآب السماوي .
بفضل هذه الفيض من النِعَم الالهية المتدفقّ من قلب الكنيسة النابض بحياة الله،
تصبح العائلة شيئاً فشيئاً ، إذا ما انقادت فعلاً لعمل الروح القدس،
جماعة مخلَّصة، تنهل من ينابيع الخلاص ما تحاجه في مسيرتها،
بغية أن تتحول مع الوقت ، وبقوّة الروح عينه ، إلى جماعة مخلّصة ،
تشارك في نبوّة المسيح وكهنوته وملوكيته .
" ولكي نحسن فهم أساس هذه المشاركة وماهيتها وخصائصها ،
لا بدّ من التعمق في بحث ما يشدّ الكنيسة
إلى العائلة المسيحية من روابط عديدة
حميمة تجعل من العائلة شبه " كنيسة مصغَّرة " (كنيسة منزلية ) ،
بحيث تكون هذه العائلة بدورها صورة حيَّة وتجسيداً في الزمن لسرّ الكنيسة
القسم الثاني : العائلة المسيحية جماعة إيمان : دورها النبوي
تبدأ مسيرة العائلة يوم تسمع كلمة الله من فم الكنيسة ،
ومثل الكنيسة تصغي اليه يدعوها إلى أن تدخل في سرّ الخلاص .
وما الإيمان سوى هذا الوعي لتصميم الله الخلاصي وللعائلة بالذات ،
والخضوع البنوي لمشيئته القدوسة.