تصميم تركي على تحويل كاتدرائية آيا صوفيا إلى مسجد
(كن معنا أمام السفارة التركية - الرابية 15 كانون الأول الساعة 4، لإسماع الرفض).
في الوقت الذي يُتهم فيه أردوغان بالسعي الى "اسلمة" البلاد
اشعل نائب رئيس الوزراء بولنت ارينتش فتيل ازمة باعرابه عن الرغبة في تحويل
الكنيسة الارثوذكسية الاثرية العريقة التي اصبحت متحفا في 1934
الى مسجد كما كانت في ظل السلطنة العثمانية.
وقال ارينتش قبل اسبوعين بعد زيارة الكاتدرائية
"اننا نشاهد آيا صوفيا حزينة. آمل في ان نراها تبتسم قريبا".
وهذه العبارة الصغيرة التي اطلقها احد الاعضاء البارزين
في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا منذ 2002 تركت وقعا.
وكحارس للتراث الارثوذكسي والبيزنطي، سارعت اليونان الى التنديد بتصريحات
"تمس بالمشاعر الدينية لملايين المسيحيين".
وكاتدرائية آيا صوفيا التي شيدها الامبراطور يوستينيانوس
في القرن السادس ميلادي كانت مقر بطريرك القسطنطينية الارثوذكسي.
ثم حولت الى مسجد في القرن ال15 بعد ان استولى العثمانيون على المدينة في 1453.
وفي ظل نظام مصطفى كمال اتاتورك العلماني
حولت الى متحف في 1934 يزوره اليوم ملايين السياح.
كما اعربت الطائفة الارثوذكسية الصغيرة في القسطنطنية سابقا
عن صدمتها لتصريحات ارينتش.
وقال ميخائيل فاسيلياديس رئيس تحرير صحيفة ابويفماتيني اليونانية
ومقرها في اسطنبول "البعض يرى آيا صوفيا حزينة منذ اكثر من 500 سنة
ويريدون ان تصبح كنيسة مجددا".
وقال فاسيلياديس الناطق باسم اليونانيين في اسطنبول
ان لا حاجة لتحريك حرب أديان مجددا.
واضاف فاسيلياديس (74 عاما) "من اجل خير العلاقات بين المجموعتين
من الافضل ان يبقى هذا المعلم رمزا للتعايش".
واوضح "ليس من مصلحة احد اعادة فتح الجروح".
وفي المعسكر الاخر يبدو ان ناشطي حزب الاتحاد الكبير الاسلامي
والقومي في غاية التصميم.
وقال نائب رئيس حزب الاتحاد الكبير بيرم كرجان "ان عملية المسح
تقول ان آيا صوفيا مسجد يضم مدافن واماكن عامة ومكان عبادة ومدرسة فقه".
واكد "لم يقبل الشعب التركي ابدا تحويل آيا صوفيا الى متحف".
ومنذ اشهر كثف اردوغان الذي بات يطلق عليه لقب "السلطان الجديد"
اتخاذ القرارات ذات الطابع الديني، من فرض قيود على بيع الكحول
واستهلاكها الى السماح بارتداء الحجاب في الوظائف العامة.
وحولت كنيستان مؤخرا في تركيا الى مسجدين.
وفي اسطنبول سيحول دير ستوديون العظيم الى مسجد العام المقبل.
وبات عدد المساجد في تركيا 83 الفا بزيادة نسبتها 7% منذ وصول اردوغان
الى السلطة قبل 11 سنة. وعدد المساجد في اسطنبول ثلاثة الاف منها المسجد الازرق.
وقالت سيفداس المحجبة المقيمة في حي السلطان احمد "آيا صوفيا لنا وبالتالي يجب ان
تكون مسجدا".