تعد أيقونات السيدة العذراء والدة الإله الثانية بالأهمية
والانتشار بعد أيقونات السيد له المجد, فهي التي فاقت الجميع بالقداسة والكرامة
ويقول التقليد المقدس أن لوقا الإنجيلي هو أول رسام أيقونات
وقد رسم بوحي من الروح القدس أول أيقونة لوالدة الإله
وهي تحمل على ذراعيها الطفل الإلهي يسوع المسيح.
تظهر السيدة العذراء في أغلب الأيقونات مرتدية ثوباً شعبياً كان معروفاً
اللون الأحمر يدل على الطبيعة الإلهية بينما الثوب الداخي أزرق أو أخضر اللون
اللذان يدلان على الطبيعة البشرية وهذا عكس ما يلبسه السيد المسيح له المجد
فلباسه الداخلي أحمر والخارجي أزرق أو أخضر.
فالسيد المسيح لبس الطبيعة البشرية "الأزرق" فوق طبيعته الإلهية "الأحمر".
الإنجيلي لوقا يذكر في إنجيله الإلهي: "فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها:
«اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ،
فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ".
وهو ما تمثله أيقونة العذراء أي الطبيعة البشرية "الأزرق"
على ثوب العذراء الأحمر نجد ثلاث نجوم موزعة على الرأس والكتفين
وهي ترمز إلى بتوليتها الدائمة قبل وأثناء وبعد ولادتها.
السيدة العذراء تنظر إلينا مباشرة وتشير مباشرة إلى طفلها الإلهي لتقول لنا
أنه رب المجد الكلمة المتجسد يسوع المسيح وهي تشير إليه
وتقدمه إلى العالم في نفس الوقت فهي التي حملت الخلاص وهي التي تقدمه لنا.
في يده اليسرى يحمل الطفل يسوع درجاً ورقيا ملفوفاً يدل على كامل الحكمة الإلهية
التي يحملها داخله كما تدل على بشارته المزمعة أن يعلنها للجميع عندما تأتي ساعته,
وبيده اليمنى يبارك الجميع فهو مصدر البركة ومعطيها.
داخل هالة الطفل يسوع كما في كل أيقوناته نجد صليباً بداخله ثلاث حروف يونانية
"Ο Ω Ν" والتي تعني "أنا هو الكائن" أي الله.
هذه الأيقونة لها عدة أسماء مشتقة من اسمها بالغة اليوناني η Οδηγήτρια
أوذييتريا أي المرشدة القائدة الهادية.
الأب دمسكينوس عبدالله