بنت البطل مراقبه عامه للمنتدى
عدد المساهمات : 1086 بركة من المسيح : 2081 تاريخ التسجيل : 05/11/2013
| موضوع: عن تفسير قول المسيح: (وهذة هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته) - يو 17: 3 الثلاثاء 19 نوفمبر 2013, 3:27 pm | |
| المعنى هنا أن المعرفة بالله هي الحياة الأبدية ولن تكون كذلك إلا إذا كانت معرفة خصبة عميقة غنية حية ممتدة .. ليست أذن مجرد معرفة نظرية سطحية ضحلة لأن هذه الأخيرة ليست فى حقيقتها معرفة.. ولعلها أقرب إلى الوهم من الحقيقة والذى يعرف الله معرفة حقيقية باطنية عميقة يكون حياً حياة لا يسودها الموت ولا يقوى عليها وبذلك يكون قد دخل فى الأبدية وهو على الأرض.. أذن هو حى .. لكن لا حياة خارجية تافهة.. وإنما هو حى حياة خصبة غنية نشطة فعالة قوية. . فالمخلص يؤكد أن معرفة الله هى هذه الحياة الأبدية, والله هنا هو الآب الذى يعرفه اليهود لأنه أصل الوجود وهو أب البشر.. وهو الكائن الأول.. واجب الوجود.. والعلة الأولى للوجود.. فهو أذن اله حقيقى.. وأما يسوع المسيح.. فهو الأقنوم الثانى متجسداً.. هو الكلمة فى الجسد.. وهو الكائن منذ الأزل مع الآب وهو عقل الله وكلمته… لم تمر لحظة من الزمان كان فيها الآب ولم يكن الابن موجوداً معه.. ولكنه قد ظهر فى الزمان من أجل عمل الفداء.. فالابن والآب هما جوهر واحد ولاهوت واحد وهما مع الروح القدس ذات ألهية واحدة ولا فارق بين الأقانيم إلا من حيث الأختصاص.. والابن هو الذى تجسد وأن كان الآب والروح القدس قد اشتركا معه فى عمل التجسد من حيث هما معه فى الذات الواحدة وان كان فعل التجسد مختصاً بالكلمة. . والواو هنا لا تفيد الانفصال ولا تفيد العطف وإنما تفيد الإيضاح والتفسير.. ونحن حينما نقول باسم الآب والابن والروح القدس، فلا نقصد الأنفصال بين الأقانيم. وإذا كاهن المسيح له المجد يناجى الآب ويقول: أنت الآله الحقيقى وحدك.. فلا يدل هذا على أن العبارة التالية وهى: "يسوع المسيح الذى ارسلته" اضافية, وإنما هى تفسيرية تمشياً مع المعرفة السابقة للإله الواحد كما كان يفهمها اليهود. . وأما الإرسال فليس معناه الإنفصال أو أن الابن رسول ,وإنما الإرسال هنا باطنى فى داخل الوحدة الثالوثية.. والإشارة إلى فعل التجسد الذى تم بتدبير الثالوث القدوس.. ونظراً لأن الكلمة أصبح له كيان جسدى ظاهر أمام الناس فى ذلك الزمان ولابد أن تفسر العلاقة بين الآب الذى يعرفه اليهود وبين الكلمة المتجسد. و لعل اكبر دليل على كلامنا هذا هو ما يقوله النبى بالروح : "ترسل روحك فتخلق. وتجدد وجه الارض" ( مز 104:30 ) فهل يمكن ان نقول ان روح الله انفصل عنه حينما ارسله ليخلق فيجدد وجه الارض؟ . ان الكلمة مُرسل بالمعنى الخاص للدلالة على فعل التجسد, وللدلالة على الكيان الجسدى الذى أصبح له على الأرض.. ولكنه ليس رسولاً بالمعنى الذى يفهمه المسلمون لأنه ليس مجرد إنسان.. ولا هو نبياً أو رئيساً للأنبياء.. ولكنه هو بعينه الكلمة مقيم السماء والأرض الذى له تخر كل ركبة فى السموات وعلى الأرض وهو مع الآب والروح القدس الإله الحقيقى وحده الذى له السجود. . كما هل اذا سألنا , هل يجب ان يكون المُرسل بشرا؟ . أن ارسالية المسيح فى الانجيل ليست كما يفهما البعض فلا يوجد مسيحى لا يؤمن ان المسيح رسول الاب ولا اعرف لماذا يتحتم علينا ان يكون المسيح بشرا لمجرد ان المسيح رسول الاب؟؟؟ . فكلمة الرسول لا تفيد ابدا ان يكون الرسول بشراً, بل الفعل ارسل لا يحدد ابداً ماهية طبيعة المُرسل (بضم الميم) فيقول المعجم الغنى فى توضيح معنى الفعل ارسل "أَرْسَلَ رِسَالَةً إِلَى أَهْلِهِ": بَعَثَ بِهَا. " فهل معنى هذا ان الرسالة بشراً.. ؟!! ويقول ايضا "يُرْسِلُ الكَلاَمَ عَلَى عَواهِنِهِ" فهل معنى هذا ان الكلام المرسل على عواهنه هو بشرا؟؟؟. وايضا "أَرْسَلَتْ شَعْرَهَا عَلَى كَتِفَيْهَا" فهل معنى هذا ان الشعر بشراً؟!!
الارسال لا يفيد ابدا فى توضيح ماهية او طبيعة المرسل فهو يفيد التمييز فقط بين الراسل و المُرسل, وهذا ما نؤمن به نحن وهذا ما نقر به ان الابن ليس هو الاب وانما مساوى له فى الجوهر اى أن الجوهر واحد و الكرامة واحدة. . قال الرب يسوع المسيح لنيقوديموس "لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية" ( يو 3:16 ), وبوضع هذه الآية بجانب الآية محل النقاش نجد انه هناك إذن شرطان للوصول إلى الحياة الأبدية: . الشرط الأول : أن يعرف الإنسان أن يهوه هو الإله الحقيقى وحده بين الآلهة الوثنية. . الشرط الثانى : أن يؤمن بأن يهوه الآب قد أحب العالم حتى أرسل ابنه الوحيد فادياً ومخلصاً للعالم بذبيحة الصليب. وأن يتبع تعليم السيد المسيح المرسل من الآب إلى العالم. . وما يؤكد قصد السيد المسيح بعبارة "أنت الإله الحقيقى وحدك" ما ذكره معلمنا بولس الرسول فى رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس "فمن جهة أكل ما ذبح للأوثان نعلم أن ليس وثن فى العالم، وأن ليس إله آخر إلا واحداً. لأنه وإن وجد ما يُسمّى آلهة، سواء كان فى السماء أو على الأرض، كما يوجد آلهة كثيرون وأرباب كثيرون. لكن لنا إله واحد: الآب الذى منه جميع الأشياء. ونحن له. ورب واحد يسوع المسيح الذى به جميع الأشياء ونحن به" (1كو8: 4-6). فمن الواضح هنا فى تأكيد عقيدة الإله الواحد أنه يرفض كل الآلهة الأخرى الوثنية المسماه آلهة والتى هى ليست آلهة حقيقية. . وحينما يقال عن الآب أنه هو الإله الحقيقى وحده فالمقصود أنه بجوهره الإلهى يسمو على جميع الآلهة الوثنية الأخرى وينفرد بينها بالألوهة الحقيقية. ولكن ليس الآب إله بجوهر مستقل والابن إله بجوهر مستقل آخر. بل إن الآب وكلمته هما جوهر واحد ولاهوت واحد وطبيعة واحدة. الآب أقنوم متمايز عن أقنوم الابن ولكن ليس التمايز فى الجوهر أو الوجود أو الكينونة, بل فى حالة الوجود أو حالة الكينونة. . فالآب مثل الينبوع والابن مثل التيار المولود منه بغير تقسيم. فإن كان الآب هو الإله الحقيقى وحده بين الآلهة الوثنية فإن الابن هو "إله حق من إله حق" مثلما نقول فى قانون الإيمان. والآب والابن والروح القدس إله واحد فى الجوهر وإن كانوا ثلاثة أقانيم متساوية فى المجد والكرامة والقدرة والأزلية وكل الصفات الإلهية. ومن الأمور الملفتة للنظر أن القديس بولس الرسول يقول بصيغة المترادفات "كما يوجد آلهة كثيرون وأرباب كثيرون. لكن لنا إله واحد الآب.. ورب واحد يسوع المسيح" (1كو8: 5-6). فهو يتحدث عن تعدد الآلهة والأرباب ولكن فى الإيمان المسيحى لا يوجد مثل هذا التعدد فبقوله "لنا رب واحد يسوع المسيح" لم يستبعد الآب من أن يكون رباً. وكذلك بقوله "لنا إله واحد الآب" لم يستبعد يسوع المسيح أن يكون إلهاً، ولكنه يقصد أنه طالما نؤمن بالإله الواحد المثلث الأقانيم فهذا الإله هو الله الواحد والرب الواحد تحقيقاً لقول الكتاب: . ** "اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا ربٌ واحد" (تث6: 6). . ** "للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد" (لو4: 8 ، تث6: 13). . فإذا قيلت هذه العبارة "لنا رب واحد يسوع المسيح" فهى عبارة قاطعة تثبت أن يسوع المسيح هو الإله الحقيقى الذى هو مع أبيه والروح القدس جوهر واحد ولاهوت واحد نسجد له ونمجده. . كذلك ورد فى رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل أفسس قوله "رب واحد. إيمان واحد. معمودية واحدة. إله وآب واحد للكل، الذى على الكل وبالكل وفى كلكم" (أف4: 5-6). وفى ذلك يتحقق نفس المعنى المقصود فى القول السابق عن الرب الواحد والإله الواحد. لقد قال السيد المسيح "أنا والآب واحد" (يو10: 30) بمعنى أنهما إله واحد ورب واحد. فإن قيل عن الآب أنه إله واحد, فالمقصود عدم وجود آلهة أخرى غير الثالوث القدوس، وإن قيل عن الابن أنه رب واحد فالمقصود هو عدم وجود أرباب أخرى غير الآب والكلمة والروح القدس الذين هم واحد. وبهذا يكون تبين ان النص لا ينفى مطلقاً وحدانية الآب والابن الجوهرية الذاتية, بل على العكس هي وحدانية تامة دائمة لا تتأثر بالارسال.
عدل سابقا من قبل ابن الراعى الصالح في الجمعة 22 نوفمبر 2013, 12:21 am عدل 1 مرات (السبب : اسباب تخص قوانين الكنيسة) | |
|
mrmr ayman عضو مميز
عدد المساهمات : 302 بركة من المسيح : 431 تاريخ التسجيل : 05/11/2013 العمر : 25
| موضوع: رد: عن تفسير قول المسيح: (وهذة هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته) - يو 17: 3 الثلاثاء 19 نوفمبر 2013, 3:39 pm | |
| | |
|
ابن الراعى الصالح عضو جديد
عدد المساهمات : 587 بركة من المسيح : 872 تاريخ التسجيل : 04/11/2013 العمر : 37
| موضوع: رد: عن تفسير قول المسيح: (وهذة هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته) - يو 17: 3 الجمعة 22 نوفمبر 2013, 12:59 am | |
|
موضوع عقيدى مهم جداً شكراً يا اختى مهرائيل | |
|
بنت البطل مراقبه عامه للمنتدى
عدد المساهمات : 1086 بركة من المسيح : 2081 تاريخ التسجيل : 05/11/2013
| موضوع: رد: عن تفسير قول المسيح: (وهذة هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته) - يو 17: 3 الجمعة 22 نوفمبر 2013, 4:14 pm | |
| | |
|
بنت البطل مراقبه عامه للمنتدى
عدد المساهمات : 1086 بركة من المسيح : 2081 تاريخ التسجيل : 05/11/2013
| موضوع: رد: عن تفسير قول المسيح: (وهذة هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته) - يو 17: 3 الجمعة 22 نوفمبر 2013, 4:14 pm | |
| | |
|