الشهيد في الكهنة أغناطيوس الأنطاكي
المتوشح بالله او الحامل الإله
إسم القدّيس أغناطيوس أصله لاتيني ويعني النار والإشتعال.
هذه كانت الغالبة عليه أنه كان ممتلئا من نار الروح القدس
ومشتعلا بحب الله.
قيل عنه انه خلف إيفودس على كرسي انطاكية العظمى
وأنه عرف الرسل وتتلمذ، مع القدّيس بوليكاربوس، للقدّيس يوحنا الحبيب.
سمعان المترجم وأخرون غيره يتحدثون عن الولد الذي أخذه الرب يسوع بين ذراعيه
قائلا:
" من وضع نفسه مثل هذا الولد فهو الأعظم في ملكوت السموات.
ومن قبل ولدا واحدا مثل هذا باسمي فقد قبلني"(متى 18 :4 -5)،
إنه هو إياه القدّيس أغناطيوس.
يدعو القدّيس أغناطيوس نفسه "الحامل الإله" أو "المتوشّح بالله"
والحوار المحاكمة الذي حفظته أعمال استشهاده
يتضمّن معنى كونه حاملا للإله.
هذا وقد ورد في التراث أنه لما اندلعت موجة من الإضطهاد للمسيحيين
في زمن الأمبراطور الروماني دومتيانوس (81 -96 م)
، انصرف القدّيس أغناطيوس إلى تشديد المعترفين بالمسيح يسوع
ليثبتوا في إعترافهم إلى المنتهى. كان يزورهم في سجونهم
ويغبطهم لأن الرب الإله اصطفاهم شهودا له بدمائهم، ويتطلع،
بتحرّق، إلى اليوم الذي يأخذ فيه، هو نفسه، مكانا في موكب المعترفين
والشهداء ليصير تلميذا حقيقيا للمسيح. وإذ لم تكن ساعته قد جاءت بعد
ولم يلق أحد عليه يدا، أقام في حسرة يترجّى ساعة افتقاده.
وحدث أنه في 7 كانون الثاني 107 م، أن ترايانوس قيصر أنطاقية
شاء أن يلزم المسيحيين في تقديم فروض العبادة للآلهة،
ليضمن أنتصاره في معركته. فلما بلغ أغناطيوس ما يدبّره،
ترايانوس في حق المسيحيين، ذهب بنفسه إلى الأمبراطور
وأجاب بجرأة على أسئلته. وبعد أخذ ورد لفظ ترايانوس في حق قدّيس الله
حكمه على الوجه التالي: "هذه إرادتنا أن أغناطيوس الذي يقول انه
يحمل المصلوب في نفسه، يقيّد ويساق إلى رومية لتفترسه الوحوش
هناك تسلية للشعب"فهتف أغناطيوس فرحا: "أشكرك، ربّي،
لأنك أهلتني للكرامة إذ أنعمت عليّ بعربون المحبّة الكاملة لك
وان أقيّد بسلاسل من حديد، أسوة برسولك بولس، من أجلك".
اقتاد رجل الله إلى رومية عشر جنود ،
ورافقه الشماس فيلون من كيليكيا وريوس أغاثوبوس
. ويبدو أنهما من دوّن اعمال استشهاده.كان بعض الرحلة في البحر
وبعضها سيرا على الأقدام.وقد كانت لرجل الله فرصة التوقّف قليلا في عدد
من المحطات على الطريق حيث وافاه ممثلون عن الكنائس المحلية للتعزية والتبرّك.
كما تسنّى له أن يكاتب عددا من كنائس آسيا الصغرى،
ولنا سبع من هذه الرسائل هي تحفة من تحف الكتابات الآبائية
لما تنضح به من روح الرب والإيمان الراسخ بيسوع المسيح و الغيرة على الكنائس،
وكذلك المعلومات القيّمة عن الكنيسة الأولى وبعض صعوباتها واهتماماتها ومواقفها.
وقد أورد عدد من قدّيسي الكنيسة ومعلّميها، منذ القرن الثاني للميلاد.
استشهادات من هذه الرسائل.أبرزهذه الرسائل
وأكثرها شفافية ونارية ودفقا روحيا رسالته إلى أهل رومية.
كتب القدّيس أغناطيوس رسائله بعدما كان قد أقتبل بالكلية،
وبفرح لا يدانى، أن يكون شهيدا بالدم للرب يسوع المسيح،
وبعد أن بدأ رحلته الأخيرة إلى مدرّج الموت في رومية.
من هنا أن كلامه امتدادا للإنجيل،
ولا سيما لرسائل الرسول بولس الذي أحب، من حيث الروح الذي أمتلأ به وتكلّم فيه.
ضعفه كإنسان هو عارف به ويتردّد هنا وهناك في رسائله،
ولكنه يتكلم بقوة وسلطان لأنه موقن ان الروح يتكلم فيه.
هذا نلقاه في أكثر من موضع من رسائله بشكل واضح صريح،
كقوله في شأن تأكيد الإلتفاف حول الأسقف:
" الروح يقول لا تفعلوا شيئا بدون الأسقف" (فيلادلفيا 7).
هذه السمة في رسائل القدّيس أغناطيوس تطرح الكلمة في مستوى التجسّد،
في مستوى النبض بالروح. أغناطيوس إنجيل متجسّد وكلامه إنجيل معيوش.
• الشهيد شهيد لكل الكنيسة. هذه حقيقة يعبّر عنها القدّيس أغناطيوس
في أكثر من مناسبة. فالشهادة لا تشدّ الشهيد إلى الكنيسة المحلية
المولّى عليها أو التي إليها انتمى وحسب بل إلى الكنيسة الجامعة.
الشهيد قربان مرفوع عن المؤمنين في كل مكان.
• كيف ينظر القدّيس إلى موت الشهادة لأسم الرب يسوع؟
ينظر إليه بشرف (مغنيسية 1)
. هو المبتغى أقتداء بالآم ربه. هو الحياة هو السبيل إلى النور النقي.
هو الفرصة ليصبح إنسانا حقيقيا. هو الفرح. هو الدخول إلى الآب
. هو الأمتحان الأخير إن كنا تلاميذ حقيقيين للمسيح.
"القريب من السيف قريب من الله...
أن تكون وسط الوحوش يعني أنك مع الله
شرط أن يكون ذلك باسم يسوع المسيح.
أني أحتمل كل شيء لأتألم معه.." (إزمير 4). القيود هي