يا رؤساء الكهنة القدّيسين، حافظوا على رعيّتكم واطردوا الذئاب
للقدّيس فيلوثاوس زرفاكوس
لا يكفي ولا يفيد أن نعرف ناموس الله، والوصايا، والعقائد،
والتقاليد الرسوليّة والآبائيّة فقط، بل أن نحافظ عليها.
فقد قال الربّ: ”من عمل وعلّم يُدعى عظيمًا في ملكوت السماوات“ متى (19:5)
وطوبى للذين يسمعون كلمة الله ويحفظونها (لو 28:١١).
يا رؤساء الكهنة القدّيسين، حافظي الكنيسة الواحدة، المقدّسة، الجامعة، الرسوليّة...،
أرجوكم
بحرارةٍ أن تنتبهوا وأتوسّل بدموع.
فالذئاب الخاطفة تدخل إلى حظيرة الخراف العقليّة بواسطة السياسة والماسونيّة،
ضدّ المسيح، مريدًة أن تبطل كلّ ما وضعه الرسل القدّيسون الكلّيّو الحكمة،
وأن تنشر كلّ ما هو أوروبيٌّ ولاتينيٌّ فارضةً موضتهم.
كلّ هؤلاء الذين يزدرون التقاليد الرسوليّة والآبائيّة، أبعدوهم عن الكنيسة الأرثوذكسيّة كذئابٍ خطيرة،
لكي لا يجعلوها هي أيضًا هرطوقيّة بكافّة الأمور الغريبة والبعيدة كلّ البعد عن الإيمان الحقيقيّ
والتي يطمحوا أن يبثّوها...
يا رؤساء الكهنة القدّيسين، احذروا للرعيّة وحافظوا عليها كوديعةٍ سلّمكم إيّاها الله،
واطردوا
أولئك الذئاب الذين يقولون ويفعلون عكس كلّ الأوامر الرسوليّة،
واقترحوا عليهم التوبة...
الكنيسة بحاجةٍ لخدّامٍ كثيرين، لا فاترين ولا متفلسفين، بل حقيقيّين، يتمتّعون بإيمانٍ وغيرةٍ
ونكران ذاتٍ ومحبّةٍ لاهبةٍ نحو الله والقريب...
هؤلاء، إذًا، حاملو الألقاب الكبيرة الكاذبة، ك”المعصوم“ و”الأب الأقدس“، المملوؤون بكبرياء إيوسفوريّةٍ
(نسبةً إلى الملاك الساقط إيوسفوروس)،
أعداء الأرثوذكسيّة وأعداء كلّ الذين يتبعون بإيمانٍ الإيمان الأرثوذكسيّ
والتقاليد الرسوليّة والآبائيّة، سيحاربوننا بشتّى الطرق والوسائل.
ولكن فلنبق ثابتين في إيماننا ولا نخافنّ البتّة...
لقد علّمنا الرسول بولس، فم المسيح، أن لا تشتركوا في أعمال الظلمة غير المثمرة بل امتحنوا كلّشيء.
في هذه الظروف التي يزدرى فيها إيماننا الأرثوذكسيّ،
يسمح امتحان كلّ شيءٍ كما يسمح الغضب العادل، ويحظّر الصمت.
ولكن فليصر الامتحان بتمييزٍ وتعقّل، ليس باضطرابٍ وغضبٍ يفوق الحدّ...
من كتاب ”مؤمنون مدافعون عن الأرثوذكسيّة والآباء القدّيسين“
دير رقاد والدة الإله - حمطورة