انقاذه ضباطاَ مظلومين:
اندلعت في أيام قسطنطين الملك ثورة في فرنجيا الكبرى
قامت بها جماعة تعرف ب "الترافيليون"
ولما تناهى الخبر إلى السلطة المركزية في القسطنطينية
بادر الملك إلى إرسال ثلاثة من القادة العسكريين لديه
على رأس جيش كبير لمعالجة الوضع.
فتوجه العسكر إلى فريجيا.
وبعدما تمكّنوا من وضع حد للاضطرابات الحاصلة
عادوا إلى المدينة المتملكة مظفّرين، فأحسن قسطنطين وفادتهم وأكرمهم.
ولكن تحرّك الحسد في نفوس بعض الحاقدين
فشيّعوا لدى أفلافيون الوزير أن القادة الثلاثة لم يخمدوا ثورة "الترافيليون"
بل عقدوا وإياهم اتفاقاً سرياً للإطاحة بالملك.
ودعم الحاسدون دعواهم بشهود زور وتقديم هدايا ثمينة للوزير.
كان الاقتراح أن يسعى الوزير إلى عرض الأمر على الملك
لإثارة مخاوفه ومن ثم انتزاع موافقته على إعدام الثلاثة في أسرع وقت ممكن.
فقبض الوزير على القادة المعنيين وزجّهم في السجن
ثم بادر إلى الملك وهوّله بأخبار المكيدة
التي يحيكها الثلاثة ضدّه، ثم سأله أن يصدر أمراً بإعدامهم
للحال وأداً للفتنة.
فارتاع الملك ووافق على إنزال عقوبة الإعدام بالثلاثة
في البوم التالي.
في تلك الليلة قبع الثلاثة في سجنهم ينوحون ويبكون
وهم يضربون أخماساً بأسداس.
لم تكن أمامهم حيلة يردّون بها عن أنفسهم
هذا الخطر المداهم.
وحدها الصلاة بقيت نصيباً لهم فصلوا وسألوا القديس
نيقولاوس أن يعينهم:
"يا إله أبينا نيقولاوس نجّنا....".
فظهر القديس في الحلم لكلا الرجلين
الملك ووزيره. قبل شروق الشمس
وطلب إليهما بتهديد أن يبادرا للحال
إلى إطلاق سراح القادة الثلاثة لأنهم مظلومون.
ولما كان الصباح أرسل الملك في طلب الوزير.
وبعد الأخذ والرد أدرك الاثنان أنهما عاينا حلماً واحداً
في شأن المحكومين فتوجسا خيفة.
على الأثر أمر الملك بإحضار الثلاثة إليه.
فلما حضروا دافعوا عن أنفسهم فتبيّن أنهم أبرياء فأطلق سراحهم.
تابع