عودة الغريق إلى بيته:
يحكى عن رجل اسمه يوحنا
عاش في القرن التاسع الميلادي
في القسطنطينية، تقي ورع يحب الله
ويكرم قدّيسه نيقولاوس، أنه سافر مرة في البحر لعمل.
وبعد ساعات معدودة من مغادرته اهتاج البحر
وضربت عاصفة السفينة التي كان مسافراً فيها.
فأسرع البحّارة إلى ربط الأشرعة، وكان الوقت ليلاً.
في تلك الساعة خرج الرجل إلى ظهر السفينة
لقضاء حاجة. وما أن خطا خطوات قليلة إلى الأمام
حتى اضطربت السفينة يميناً ويساراً فاختل توازن الرجل
وسقط في البحر على مرأى من البحّارة وصراخهم.
وغار الرجل في المياه وبكى البحّارة لفقده.
ولكن لن تكن هذه نهاية القصة.
فما أن بدأ الرجل بالغرق حتى صرخ في قلبه على غير وعي منه:
"يا قدّيس الله نيقولاوس أعنّي!"
وما أن فعل حتى وجد نفسه في غير مكان.
وجد نفسه في بيته والماء يسيل من ثيابه.
ولما استمر في الصلاة صارخاً، نهض أهل بيته من نومهم
مذعورين فوجدوه على هذه الحالة فاندهشوا
وتحيّروا وخانتهم لغة الكلام إلى أن استردوا وعيهم
وسألوه لماذا هو بهذه الحالة وكيف عاد إلى بيته.
وسادت في المكان جلبة ليست بقليلة ما أن هدأت
حتى فهم الجميع من الرجل أنه سقط غريقاً في البحر
وأن القديس نيقولاوس هو الذي أدركه وأعاده إلى بيته
سالماً معافى. فتُحُدث بهذا العجب في كل القسطنطينية
وشكر الجميع الله وازدادوا إكراماً لقدّيسه نيقولاوس وتعلّقاً به واعتماداً عليه.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]